
الغربال بين مطرقة الإصابة وسندان الإهمال
*الغربال بين مطرقة الإصابة وسندان الإهمال.. نجمٌ في مهبّ الريح*
*بقلم: أنور ابنعوف – صحيفة الفار الرياضية*
لم يكن محمد عبد الرحمن “الغربال” مجرّد مهاجم عابر في تاريخ الكرة السودانية، بل هو واحد من أكثر النجوم الذين أجمع عليهم الشارع الرياضي بموهبته، قدراته، وحسه التهديفي العالي. اللاعب الذي دوّن اسمه بحروف بارزة في قائمة هدافي الهلال والمنتخب، ها هو اليوم يقف في مفترق طرق بعد أن عصفت به رياح الإهمال وركنته على الهامش رغم أنه لا يزال في عمر العطاء.
اللاعب تعرّض لإصابة مع نادي الهلال في خضم مباريات *دوري النخبة*، ورغم وضوح الإصابة وشكوى اللاعب، تم استدعاؤه للمنتخب الوطني للمشاركة في بطولة *الشان*، ورحل الغربال مع البعثة، وهو يئن من الألم، على أمل أن يتم علاجه من قبل الجهاز الطبي للمنتخب، أو على الأقل تقدير وضعه البدني. لكن ذلك لم يحدث، بل ازداد الوضع غموضًا، حيث لم يتلقَّ الغربال العلاج اللازم، لا من المنتخب ولا من نادي الهلال بعد عودته.
وفي ظل هذا الصمت الرسمي، تبرز التساؤلات الحارقة:
هل تم *التخلي عن محمد عبد الرحمن* بعد أن صعد بالهلال وبالمنتخب الي الادوار الصعبة من البطولات الافريقية؟
هل أصبح اللاعب غير مرغوب فيه بعد التعاقد مع عدد كبير من المحترفين في مركز الهجوم؟
أم أن في الحكاية ما يخفيه الإعلام، وما لا يُقال على الملأ؟
الواقع يُظهر أن الهلال – رغم معرفته التامة بإصابة اللاعب – لم يضع خطة واضحة لإعادة تأهيله، كما لم تصدر تصريحات رسمية من القطاع الطبي أو الإداري تشرح للجمهور موقف النادي من واحد من أهم نجومه في السنوات الأخيرة. كما أن *اتحاد الكرة* ولجنة المنتخبات لم تتطرق لحالة اللاعب، وهو الذي ارتدى قميص الوطن في أصعب اللحظات، وقاد الهجوم السوداني بشجاعة ورجولة.
البعض يرى أن الهلال بدأ يُعِد العدة لما بعد الغربال، بدليل التعاقد مع عدة مهاجمين أجانب، مما يعطي انطباعًا بأن النجم الكبير قد خرج من حسابات الجهاز الفني، وربما تم دفعه بلطف نحو باب الخروج، في صمت.
الغربال لا يستحق هذا المصير. فالتاريخ لا يرحم، والجمهور لا ينسى. والنجوم الكبار يجب أن يُكرّموا، لا أن يُنسوا.
فهل نسمع قريبًا رواية أخرى؟ رواية تعيد الاعتبار للغربال، وتمنحه ما يستحق من علاج واهتمام؟ أم أن الصفحة قد طُويت بصمت؟
شارك الخبر على: