تقاريرفنية

– لايزال الرقص يتواصل على جماجم الشهداء؟؟

(في قاهرة المعز))
– لايزال الرقص يتواصل على جماجم الشهداء؟؟

كتب / يعقوب حاج أدم

– الفن رسالة سامية وهو جزء لا يتجزاء من مكونات المجتمع السوداني المعافى مثله مثل الأدب والسياسة والمسرح والرياضة والاجتماع وغيرها من مكونات المجتمع السوداني الذي اذا أشتكى منه عضو تداعت له سائر الاعضاء بالسهر والحمى ولما كانت أوار الحرب العبثية الملعونة لاتزال مشتعلة ولما كان ابناء شعبنا الأبي ما انفكوا يعانون شظف العيش وقسوة الحياة ومرارة الظروف القاسية التي فرضها عليهم هولاء الاوباش الذين ابتلانا الله بهم في خضم هذه التداعيات الأليمة كنا ننتظر من الفن وأهل الفن أن تكون لهم مواقف أنسانيه مشرفة يقدمون من خلالها الايادي البيضاء لكل بني جلدتهم داخل حدود المعمورة وخارجها البلدان التي نزحوا اليها مكرهين وذلك بتبني عدد من الحفلات الجماهيرية الساهرة يعود ريعها لأولئك الناس البسطاء الذين ياكلون الثرى ويلتحفون السماء في هذا البرد القارص ولكن وآه من لكن هذه فأن مطربينا المتواجدين في جمهورية مصر العربية اتخذوا من الكافيهات والمسارح الشعبية مكاناً للأرتزاق واشباع البطون غير آبهين بما وصل اليه أبناء جلدتهم المتضررين من تلك الحرب العبثية الملعونة حيث أكتفوا بزيادة أرصدتهم البنكية من تلك الحفلات الخاوية كفؤاد أم موسى والتي يؤمها وبكل أسف رهط من السودانيين المتواجدين في قاهرة المعز وهم من الميسورين بلاشك لأن معظم النازحين الذي شدوا الرحال إلى جمهورية مصر العربية باتوا يشكون لطوب الارض من الحال المايل الذي وصلوا اليه بعد أن نفذ كل مخزونهم الذي كانوا قد ادخروهوا لليوم الاسود،، – ونحن من هذا المنبر الحر نتأسف الأسف كله على تلك الروح الانهزامية التي يتقمصها هؤلاء الفنانين السودانيين وهم يرقصون على جماجم الشهداء في كافيهات و مسارح القاهرة غير آبهين بالحال المايل الذي وصل اليه بنو شعبهم من ذل وهوان وتشريد وفاقه دون أن يجدوا مايمد لهم يد العون ولو كان أولئك الفنانين والقونات اللائي انتشرن في كل محافظات الجمهورية المصرية وفي القاهرة على وجه الخصوص لو أنهم قد تكاتفوا ووضعوا الايدي متشابكة من أجل بني وطنهم وخصصوا ريع تلك الحفلات الغنائية الماجنة للمتضررين من ويلات الحرب وعذاباتها لكانت البسمة قد علت كل الوجوه ولتحول الحزن إلى منحى آخر غير ما هو عليه الآن،
– لقد اثبتت الحرب العبثية الضروس أن الفن وأهل الفن في وادي ومشاكل شعبهم الأبي في وادي أخر ويكفي لكي ندلل على ذلك أن نقول بأن أهل الفن يعيشون حياتهم في القاهرة في رغد من العيش ودونهم يأكلون الفتات إن وجدت وبعد ان تضع الحرب أوزارها ستكون هنالك وقفات متأنية لمراجعة صنوف الوطنية عند البعض وبخاصة أهل الفن من القونات والبرنسات الذين اقتحموا المجال الفني في غفلة من عمر الزمان ولا نملك إلا أن نتحسر على اساطين الفن السوداني الاصيل بقيادة احمد المصطفي ومحمد وردي وعثمان حسين وابو داؤود وحسن عطيه وغيرهم من الافذاذ الذين ما كانوا ينفصلوا عن قضايا امتهم ويعيشونها بكل أحاسيسهم ومشاعرهم بروح المواطن الذي يجد نفسه جزء من هموم وطنه ومواطنيه.

شارك الخبر على:

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى