ما يهم الناس من نجم على وشك الزماع

وهج المشاعر
بقلم || عفاف الأمين
ما يهم الناس من نجم على وشك الزماع
لم ينقضى سوا شهر واحد فى العام الجديد ٢٠٢٥ والذى تفاءلنا بمقدمه على كافة الاصعدة على الصعيد العام ونهاية الحرب وعلى الصعيد الخاص ..الا ويأبى العام باكتمال الفرحة حيث نعى الناعي رحيل النجم والسفير والدكتور والكابتن على قاقارين عن هذه الفانية له الرحمة والمغفرة والعتق من النار دكتور على قاقارين لم يكن سفيرا للسودان فى عدد من الدول فحسب..بل كان سفيرا على غير العادة بل هو سفارة تمشى على قدمين …تمتد معرفتى به فى بداية عملى فى الاذاعة الرياضية زهاء ال الخمس عشرة عاما لم اتصل به لعمل لقاء او حوار فى جميع المناسبات الرياضية والعامة الا وكان سريع الاستجابة رغم عظم المسؤولية إبان عمله كسفير ..سفارة النجم الدكتور علي قاقارين تتجلى فى أدبه الجم وتهذيبه العالى وتواضعه وهدؤه المعتاد وكلماته التى لاتخرج منه الا بعد وزنها بميزان الذهب بسمته لا تفارقه وهو فى اشد حالات الغضب عندما يتحدث يتحدث بصوت خفيض فهو يعلم ان الاصوات العالية أداة الجهلة والمدعين وفارغى العقول فى حواره الأخير معى على اثير الرياضية تحدث فى شتى المواضيع عن الحرب والنزوح والرياضة والذكريات والعمل واجمل البلاد التى عمل فيها كسفير للسودان وعن اسرته الكبيرة وكان سعيدا وكأنه يودع المستمعين وبعد نهاية الحلقة قال لى لم يحس بالزمن وهو يمضى سريعا فى حديث الذكريات ووعدته ووعد المستمعين بلقاء جديد فى ارض الوطن ومن داخل استديوهات الاذاعة الرياضية ولكن يد المنون لم تسعفه للايفاء بوعده فكان الرحيل المر والمحزن رحيل على قاقارين كشف حقيقتنا كبشر وكم نحن جاحدون سمعنا بمرضه وهو فى العناية المشددة وحزنا عليه ودعونا له بالشفاء العاجل وكنا ناجل الزيارة من اليوم للغد ثم بعد غد ثم الاسبوع القادم بسبب الانشغال والعمل والاسرة والمرض هكذا وجدت العذر لنفسى اللوامة ..ما الضير فى ان اترك جزء من هذه الدوامة اليومية واسرع لزيارته بالمستشفى فور سماعى نبأ مرضه ؟؟ لم يكن حالى فقط كان حال كثير من الاصدقاء والرياضيين الذين تجمعنى بهم القروبات المشتركة اتفقو على مواعيد فى القروب لزيارته ولكن كانت الاسباب الواهية التى نعلم..نحن قوم ناكرين للجميل لا نقدر النجوم حق قدرهم ولا نحتفى بهم الا فى لحظات الوداع مثل التكريم الذى يأتى فى التأبين ..رحل النجم والدكتور والكابتن والرمح الملتهب بهدؤ كما عاش بينا بهدؤ نجم مثله فى دول اخرى لوجد التقدير والاحترام والاحتفاء والاحتفال به فى حياته قبل مماته ولأنشات اكاديميات ومدارس سنية باسمه….دعونا نحتفى بنجومنا وهم فى ايامهم الاخيرة والاعمار بيد الله بأهتماما اكبر وحب اوفر ورعاية وتقدير وتكريم اعظم يليق بما قدموه للوطن اهتمام على اعلى المستويات من قبل الدولة والمؤسسات ومنظمات المجتمع المدنى ..لما لا نبدا الان ونلحق من بقى من النجوم الكبار ونوليهم بعض الاهتمام نجوم الرياضة ونجوم الفن ونجوم الشعر والادب وحتى نجوم المجتمع فى المجالات كافة دعونا نمنحهم بعض الاهتمام وكثيرا من الحب حتى لا نندم عند رحليهم..الرحمة والمغفرة لدكتور قاقارين ولمن سبقوه الى دار الخلود.
Share this content: