الدوري الممتاز

صراع الأمتار الأخيرة في مجموعة الشرق

الأسبوع الرابع من الدوري السوداني الممتاز – صراع الأمتار الأخيرة في مجموعة الشرق

عبدالمتعال سليمان

سباق محموم نحو الحسم

يصل الدوري السوداني الممتاز إلى محطة مفصلية في مجموعة الشرق، حيث تخوض الفرق لقاءاتها الأخيرة في هذه المرحلة وسط تنافس شديد على النقاط الحاسمة. كل مواجهة تحمل أهمية كبيرة في رسم معالم الترتيب النهائي، سواء في صراع المقدمة أو محاولات الهروب من قاع الترتيب. مع تقلص عدد المباريات المتبقية، بات لكل نقطة وزنها الكبير، وهو ما يضيف إلى المواجهات القادمة طابعًا ناريًا، حيث يسعى كل فريق إلى تحقيق أفضل نتيجة ممكنة لتحديد مصيره.

تجدر الإشارة إلى أن فريق الميرغني كسلا سيكون في راحة خلال هذه الجولة، مما يمنح منافسيه فرصة للاقتراب منه أو تجاوزه في الترتيب، حسب نتائج المباريات. هذا الأمر سيجعل المواجهات أكثر أهمية، حيث تسعى الفرق لاستغلال غيابه عن المنافسة هذا الأسبوع لتحقيق تقدم في جدول الترتيب.

كما أن ملعب القضارف سيكون مسرحًا لهذه الجولة والجولة التي تليها، مما يعني أن جميع الفرق ستخوض مواجهاتها الحاسمة على أرضية هذا الملعب.

العد التنازلي للمباريات – مواجهات حاسمة تنطلق اليوم

لم يتبقَّ سوى ساعات قليلة على انطلاق مباريات الجولة الرابعة من مجموعة الشرق، حيث يستعد ملعب القضارف لاستضافة مواجهتين ناريتين اليوم، الجمعة 14 فبراير 2025. في المباراة الأولى، يلتقي حي العرب بورتسودان مع الهلال الساحل في لقاء مرتقب، فيما ستتجه الأنظار غدًا، السبت 15 فبراير 2025 نحو مواجهة الهلال المناقل ضد الشرطة القضارف.

المواجهة الأولى بين حي العرب والهلال الساحل تبدو متوازنة، حيث انتهى لقاؤهما السابق في الدورة الأولى بالتعادل (1-1)، مما يجعل اللقاء الحالي فرصة لكسر التعادل وحسم المواجهة لصالح أحد الفريقين. حي العرب يدخل هذه المباراة برغبة في إنهاء مشواره في هذه المرحلة بفوز معنوي يعزز موقعه، بينما يسعى الهلال الساحل إلى تأكيد قوته والاستمرار في سجله الخالي من الهزائم، وهو ما قد يمنحه دفعة قوية قبل دخول المرحلة القادمة.

أما المواجهة الثانية، فستكون بين الهلال المناقل والشرطة القضارف، حيث يدخل الهلال المناقل اللقاء بطموح تعزيز موقعه في المقدمة. على الجهة الأخرى، يخوض الشرطة القضارف المباراة بضغط كبير، إذ أنه لا يملك أي شيء ليخسره، ويحتاج لتحقيق انتصار قد يمنحه فرصة أخيرة للابتعاد عن قاع الترتيب، خاصة وأن لديه مباراة أخرى أمام الميرغني كسلا. هذه المباراة قد تكون مفتوحة على جميع الاحتمالات، نظرًا لرغبة كل فريق في تحقيق نتيجة إيجابية تصب في مصلحته.

سيناريوهات معقدة تؤثر على الترتيب النهائي

نتائج هذه الجولة قد تكون مفصلية في تحديد شكل المنافسة في المجموعة. فوز الهلال الساحل سيضعه في موقع قوي برصيد 11 نقطة، مما يجعله منافسًا مباشرًا للميرغني كسلا، خاصة إذا تعثر الأخير في مبارياته القادمة. على الجانب الآخر، خسارة الشرطة القضارف ستعني بقاؤه في المركز الأخير برصيد 5 نقاط، ما يعني تضاؤل فرصه في تحسين مركزه ما لم يحقق نتيجة إيجابية في مباراته الأخيرة أمام الميرغني.

أما حي العرب بورتسودان، فهذه مباراته الأخيرة، مما يعني أن الفوز سيجعله يختتم هذه المرحلة برصيد 10 نقاط، وهو ما قد يضعه ضمن المراكز الثلاثة الأولى، اعتمادًا على نتائج الفرق الأخرى. في المقابل، الخسارة قد تضعه في موقف صعب، مما يزيد من تعقيد حساباته للمنافسة في المراحل القادمة.

تاريخ المواجهات السابقة ودلالاتها

تحمل هذه الفرق تاريخًا من المواجهات القوية، حيث انتهت مباراة الذهاب بين حي العرب والهلال الساحل بالتعادل (1-1)، مما يعكس مدى التقارب في المستوى بينهما. في المقابل، تفوق الشرطة القضارف على الهلال المناقل بهدف نظيف في اللقاء الأول، وهو ما يمنحه أفضلية معنوية قبل مواجهتهما المرتقبة.

شهدت المواجهات السابقة أيضًا انتصار حي العرب على الشرطة القضارف بنتيجة (2-1) في أول مباراة له تحت قيادة المدرب ياسر عباس الزنجي، بينما تمكن الهلال بورتسودان من التغلب على الميرغني كسلا، ما منحه دفعة قوية في المنافسة. هذه النتائج تؤكد أن كل مباراة لها حساباتها الخاصة، وأن الفرق تعرف بعضها جيدًا، ما يجعل التكهن بالنتائج أمرًا صعبًا.

نجوم مرشحون للتألق في الجولة الحاسمة

تعتمد الفرق على عدد من الأسماء البارزة التي قد تصنع الفارق في هذه الجولة المصيرية.

في الهلال بورتسودان، يبرز منجد النيل، الذي حافظ على شباكه نظيفة في آخر مباراتين، مما يجعله عنصرًا أساسيًا في خط الدفاع، إلى جانب متوكل آدم كولا، الذي يلعب دورًا مهمًا في بناء الهجمات وقيادة الخط الخلفي لفريقه.

في حي العرب بورتسودان، سيكون التركيز على علي زيزو، الذي سجل هدف الفوز في المباراة الأخيرة، بالإضافة إلى القائد الفاتح جادين، الذي يمتاز بقدرته على ضبط إيقاع اللعب في وسط الملعب.

أما في الهلال المناقل، فإن أبكر لوكا، صاحب الثلاثة أهداف حتى الآن، يعد تهديدًا حقيقيًا لدفاع الشرطة القضارف، بينما يعتمد الفريق أيضًا على ولاء الدين موسى السريع لاستغلال الفرص داخل المنطقة.

الشرطة القضارف يعتمد بشكل كبير على مصطفى القدال في حراسة المرمى، حيث يعد صمام الأمان للفريق في المباريات الحاسمة، إلى جانب خالد الفكي، لاعب الوسط المخضرم، الذي يتمتع بخبرة كبيرة في قيادة خط الوسط وصناعة اللعب، ما يجعله أحد العناصر الأساسية التي يمكن أن تصنع الفارق في هذه المواجهة المهمة.

اليوم تنطلق معركة الحسم

كل شيء ممكن في هذه الجولة، وكل فريق يدرك أن الفوز فقط هو ما يضمن له التقدم في الترتيب. ملعب القضارف سيكون مسرحًا للحظات حاسمة، حيث ستحسم هوية الفرق التي ستبقى في سباق المنافسة، وتلك التي ستجد نفسها خارج الحسابات. الجماهير تنتظر بفارغ الصبر، والتوقعات مفتوحة على جميع الاحتمالات، فمن سيتمكن من حسم المواجهة لصالحه؟ ومن سيبقى في دوامة الحسابات المعقدة حتى اللحظات الأخيرة؟

العد التنازلي قد انتهى، واليوم ستُحسم المواجهات داخل المستطيل الأخضر، حيث لا مجال للأخطاء!

Share this content:

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى