و رحل الغمام

كلمات لها معنى
الطيب إبراهيم
و رحل الغمام
لم أجد وصفا يليق بشخص المغفور له باذن الله علي قاقرين غير الغمام….. في حضوره أو غيابه…. و أن التقيته عابرا او مر إلى جوارك كما يمر الغيم في نهار غائظ الحرارة
حيدر حسن حاج الصديق…. شخص يستهويك حضوره و تاسى لغيابه كأنه ملاك في شكل انسان سبحان من صور
كعادتي كل صباح اطمئن عبر الواتس على صحته عبر الأخ الأكبر كمال افرو شقيق زوجه ام بناته الفضليات… فكان أن طمأنني على صحته و أن جسده النحيل قد استجاب ل غسيل الكلى صباحا قبل أن يأتي على النهار و قد حمل الي نبأ رحيل الغيم إلى دار الخلود جنات النعيم مع ثلة من الأولين و قليل من الآخرين
عجزت مخيلتي أن تتصور مشهد الرحيل المر لمن ارتاحت نفسي اليه منذ صباي الباكر و حتى بلوغ الشيب مبلغه حتى كدت أن اشكيه للزمان و اقوله ارجع يا زمان عسى أن احظى بساعة في حضرت علي الإنسان بكل ما تحمل الكلمة من معنى
مع بداية العام 2014 كنت التقيه كثيرا بمكتب الأخ الحبيب راشد صالح ببنك الجزيرة السوداني الأردني بشارع القصر بالخرطوم
و اذكر انه تفرس في وجهي متعجبا مع ابتسامة شفيفة عندما ذكرت له سعادتي ب التعرف عليه عن قرب و هو من كنت اشاهده و انا صغيرا على الشاشة الصغيرة يصول و يجول في الملاعب و رد علي مداعبا ( قلت لي لما كنت صغيرا ) و ضحكنا و انسل من بيننا كما النسمة على أمل لقاء قريب
اشهد الله على أن الحروف قد عجزت و أن الأفكار قد تبلدت و تحجرت منذ سمعت خبر رحيلك يا قاقارين ظهر الامس و حتى لحظة كتابة هذه المرثية فجر اليوم الخميس
حيدر حسن حاج الصديق رجل هين لين تستخفه بسمة الطفل عند المواقف الحزينة و دمعته دائما قريبة ….. و كنت شاهدا على ذلك عند فقده شقيقه في الأسبوع الاخير من ديسمبر الماضي بأحد مساجد حي الدقي بالقاهرة…. لم تتوقف دموعه لحظة لاحساسه العميق بفقد شقيقه بأمريكا
و من عادتي حين يطيل الغياب بيني و آخر …..اذكر انني همست في اذنه مقدما له واجب العزاء …. و مذكرا اياه …الطيب إبراهيم …. فكان أن رد علي ببسمة عتاب تسلل من بينها الحزن… معقولة بس يا ابو الطب …. انا لسة الصباح رديت عليك برسالة واتس
مهما اكتب فلن اوفيه حقه علينا لاعبا و دبلوماسيا و رجل مجتمع تسعد حين تؤانسه و لا تشبع من حكاياته الكثيرة
رحم الله و غفر ل الدكتور علي قاقارين و اسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا و أن يجعل البركة في ذريته و ذرية ذريته إلى يوم يبعثون
رحل ابو البنات الحنينات الطيبات و قد كان لهن البلسم الشافي عند المرض….. و البسمة عند الحزن …. و الحضن الدافئ عند الفراق
و لا نقول الا ما يرضي الله…..انا لله وانا اليه راجعون
Share this content: