الهلال والأهلي.. إخفاق بمواصفات متكررة فمن المسؤول الحقيقي ..؟

هلال وظلال
عبد المنعم هلال
الهلال والأهلي.. إخفاق بمواصفات متكررة فمن المسؤول الحقيقي ..؟
تعرض الهلال لخسارة موجعة أمام الأهلي القاهري في ربع نهائي دوري أبطال أفريقيا حيث خسر ذهاباً وإياباً بنفس النتيجة ليغادر البطولة القارية من هذا الدور.
ـ هذه النتيجة جاءت صادمة للجماهير الزرقاء التي كانت تتطلع لتحقيق إنجاز كبير هذا الموسم خاصة مع الاستعدادات المكثفة والتفاؤل السائد قبل المواجهة ولكن السؤال الأهم الذي يطرح نفسه بقوة من المسؤول الحقيقي عن هذا الإخفاق ..؟ هل يمكن حصره في طرف واحد أم أننا أمام فشل جماعي تشارك فيه جميع الأطراف؟
ـ دعونا نجلد الذات ونبدأ من أنفسنا فالإعلام الهلالي أسرف في تضخيم الإنجازات وتجاهل الثغرات خاصة الإعلام المرتبط بالنادي الذي لعب دوراً مزدوجاً خلال مشوار البطولة حيث بالغ في مدح الفريق وتضخيم قدراته بينما غض الطرف عن الثغرات الفنية الواضحة وهذا التوجه الإعلامي خلق انطباعاً زائفاً لدى الجماهير بأن الفريق جاهز لاكتساح المنافسين بينما الواقع الفني كان يشير إلى هشاشة واضحة في بعض الجوانب .
ـ يجب أن يكون الإعلام ناقداً وموجهاً لا مجرد بوق للترويج والتطبيل والإعلام الرياضي الناضج هو الذي يسلط الضوء على نقاط القوة والضعف بموضوعية ويقدم تحليلاً واقعياً يساهم في تطوير الأداء بدلاً عن خلق أوهام غير واقعية.
ـ الإدارة الهلالية غابت عنها الرؤية والتردد في اتخاذ القرارات واتسمت إدارة النادي خلال الفترة الماضية بعدة سلبيات أثرت على أداء الفريق منها ضعف التخطيط حيث بدت القرارات في كثير من الأحيان كردود أفعال عشوائية أكثر من كونها جزءاً من خطة محكمة
- التردد في سوق الانتقالات خاصة فيما يتعلق بالتعاقدات الأجنبية وتعويض النقص الواضح في خط الهجوم.
- تناقض في التصريحات بين رئيس النادي ونائبه مما خلق حالة من الارتباك حول التوجه العام للنادي.
ـ إدارة الأندية الكبرى تحتاج إلى تخطيط علمي دقيق وليس إلى قرارات ارتجالية تفتقر للرؤية الاستراتيجية.
ـ المدرب فلوران إيبينجي رغم إيمانه ببعض العناصر الأساسية في الفريق إلا أنه لم يقدم أي جديد في المواجهتين الحاسمتين مع الأهلي بل بدا وكأنه يكرر الأخطاء نفسها مع تمسكه بخطة لعب واحدة واعتماده على أسماء بعينها دون مراعاة لمستواها الفني المتذبذب .
ـ في المباريات الكبيرة مثل هذه التفاصيل الصغيرة تصنع الفارق والذكاء التكتيكي هو الذي يكسب المعارك لكن الهلال ظهر بلا حلول بديلة عندما واجه صعوبات في الميدان خاصة في مباراة الإياب التي سجل فيها الأهلي هدف الفوز في الربع ساعة الأخير بعد توهان دفاعي واضح.
ـ لا يمكن إنكار ما قدمه لاعبو الهلال من تضحيات وجهد خلال الموسم لكن في المواجهات الحاسمة مع الأهلي غابت الحماسة والروح القتالية التي تميز بها الفريق في مناسبات سابقة.
- بعض النجوم الذين يعول عليهم كانوا مجرد ظلال لأنفسهم ولم يقدموا المستوى المتوقع منهم.
- الأداء الجماعي لم يرتق لمستوى التحدي حيث ظهرت مشاكل واضحة في التغطية الدفاعية والتنسيق بين الخطوط.
ـ البطولات لا تحقق بالأسماء الكبيرة فقط بل بالعطاء والالتزام والانضباط وهي قيم غابت نسبياً في هذه المواجهة المصيرية.
ـ المسؤولية مشتركة والحلول تكاملية فمسؤولية هذا الإخفاق مشتركة لكنها متفاوتة حيث ساهم كل طرف في الإخفاق بطريقته الخاصة.
ـ الهلال لا يعاني من قلة الإمكانيات بل من ضعف في استثمارها بشكل أمثل ومن غياب الرؤية التكاملية التي تجمع بين إعلام ناقد وموجه بدلاً من إعلام مروج وإدارة محترفة ذات رؤية استراتيجية واضحة وجهاز فني مبدع قادر على قراءة المباريات وابتكار الحلول ولاعبون ملتزمون يقدمون أفضل ما لديهم في اللحظات الحاسمة.
ـ من الأخطاء الهيكلية التي يعاني منها النادي أيضاً (مركزية القرارات) حيث تتركز معظم الصلاحيات في يد شخص واحد وهو نائب رئيس النادي خاصة في ملفات حساسة مثل التعاقدات والاحتياجات الفنية.
ـ جماهير الهلال العظيمة بين الولاء والمطالبة بالإصلاح أنتم السند الحقيقي لهذا النادي العريق وأنتم وقوده الذي يدفعه للأمام لكن لا تجعلوا من هذه الخيبة جداراً يحجب ولاءكم الأزرق فالهلال يحتاجكم الآن أكثر من أي وقت مضى.
ـ استمروا في الدعم لكن بشكل واع وناقد.
- اصرخوا في وجه الأخطاء وطالبوا بالإصلاح.
- أصروا على التطوير فالهلال ملككم وأنتم من يصنع مجده.
ـ الأمل قادم ومن رحم الانكسار يولد الانتصار.
ـ غداً يوم جديد وفيه فرصة جديدة للانطلاق ومن رحم هذا الانكسار قد يولد انتصار كبير لكن بشرط واحد هو أن نكون صادقين مع أنفسنا وشجعاناً في مواجهة أخطائنا والتاريخ يعلمنا أن الأندية العظيمة لا تنكسر بهزيمة بل تتعلم منها وتعود أقوى.
ـ الهلال نادي كبير بجماهيره وإرثه وهذه المحنة ستكون فرصة حقيقية لإعادة النظر في الكثير من السياسات والاستراتيجيات والعودة بأقوى مما كان .
Share this content: