الهلال السوداني… إنجاز في زمن التحدي*

🔵 *الهلال السوداني… إنجاز في زمن التحدي*
🤩 *مع الهلال… حياتك أجمل*
بقلم: د. فوزي الحاج – عضو نادي الهلال السوداني
في لحظة فارقة من تاريخ الرياضة السودانية، ووسط تحديات جسام تمر بها البلاد، يسطع نجم الهلال السوداني من جديد، ويحقق إنجازًا استثنائيًا بفوزه بكأس الدوري الموريتاني. إنه إنجاز لم يأتِ من فراغ، بل كان ثمرة للعمل الجاد، والتخطيط الذكي، والإيمان الراسخ بأن الهلال ليس مجرد نادٍ، بل هو مؤسسة وطنية تحمل في طياتها آمال الملايين.
في ظل ظروف الحرب والنزوح والانقطاع التام للأنشطة الرياضية في الداخل، كان يمكن لأي نادٍ أن يتراجع أو حتى يتوقف. لكن الهلال، بإرادة صلبة، قرر أن يمضي قدمًا، يرفع راية الوطن عاليًا ويبعث الأمل من جديد. هنا لا بد أن نقف احترامًا وتقديرًا لإدارة النادي، وعلى رأسها الرئيس الأستاذ هشام حسن السوباط، ونائبه الشاب الخلوق المهندس محمد إبراهيم العليقي، اللذين شكلا معًا قيادة استثنائية في ظرف استثنائي.
تحمّل الرجلان عبء التسجيلات، وأدارا دفة الهلال بحنكة وثبات، وسط غياب الاستقرار الوطني ومحدودية الموارد. وجاءت نتائج هذا الصبر والعمل الدؤوب واضحة على الأرض، في سلسلة من الانتصارات التي حققها الهلال على مستوى الأندية الأفريقية، رغم خروجه أمام الأهلي المصري، إلا أن الأداء في المباراتين كان مشرفًا، والخسارة جاءت من أخطاء بسيطة لا تُقلل من قيمة الجهد ولا من هيبة الفريق.
الهلال أيضًا عرف استقرارًا فنيًا مهمًا بقيادة المدرب الكنغولي فلوران إيبينغي، الذي وضع بصمته التكتيكية بوضوح، ونجح في خلق توليفة متجانسة رغم الظروف. كما استقطب النادي عددًا من اللاعبين المميزين، بعضهم تألق وفرض نفسه سريعًا، فيما لا تزال الفرصة سانحة لآخرين لإثبات جدارتهم.
ولأن النجاح لا يأتي من العمل الداخلي فقط، فقد كان لوقفة دولة موريتانيا الشقيقة – حكومة وشعبًا – الدور الكبير في هذا الإنجاز. لقد فتحوا الأبواب، واحتضنوا الهلال كأنهم يحتضنون فريقًا من وطنهم، فكان الوفاء والتكريم، وكان اللقب الذي يحمل معاني تتجاوز حدود الكرة. لهم منا الشكر العميق، والتقدير الخالص، وسيظل هذا الموقف محفورًا في ذاكرة كل سوداني.
وإن كنا نفرح بهذا النصر الرياضي، فإننا لا ننسى ألم الوطن، ولا نغفل عن الدعاء أن يعمّ السلام ربوع السودان، وأن يعود الأمن والاستقرار، ونستعيد حياتنا وملاعبنا ومدرجاتنا، وتعود الهتافات التي طالما ملأت الشوارع والقلوب.
إلى جماهير الهلال الوفية في كل مكان، أنتم زاد هذا الكيان وسنده، أنتم الوقود الحقيقي لمسيرته، رغم بعد المسافات وظروف الحرب والتشرد، بقيتم أوفياء كما عهدناكم.
نقولها بفخر: مع الهلال… حياتك أجمل.
Share this content: