م. عزالدين الحاج يكتب..

الاخ الدكتور… ايه دا يا دكتور حسن هذا الابداع تخيلت نفسي في المربد و الذي طرب يوما بتتويج الشاعر السودانى الشاب وقتها الطالب الجامعي الياس فتح الرحمن و هو يتوج بالجائزة الاولي للشعراء الشباب بقصيدته ( يوميات نازح فلسطيني عاد لتوه من مخيمات ذويه) و مقولة المرحوم زين العابدين محمد احمد عبدالقادر وزير الشباب و الرياضة وقتها ( مبروك ليك و للسودان و لكن كنت احلم بكاس نحصل عليه في كرة القدم في منافسة عربية او افريقية كبري و يحمله لنا مصطفي النقر ) فالرجل كان جلبابه ازرق.. رحمه الله…
الذكريات تترى و ارجع بذاكرتى الي عام 2004 م و تكليفي بفتح فرع لشركتنا السعودية في دبي فكان جارنا علي اليمين موندى النيجيري و زوجته الرشيقة الاثيوبية ابابا و جارنا علي اليسار مكتب تجارى للموريتانية الحسناء فاطمة و التى كانت تجسد قول الشاعر ( حسناء مقبلة عجزاء مدبرة…لا يشتكى قصر منها و لا طول ) و كانت تتعطر بعطر يفوح من مسافة بعيدة، و كان صديقنا ابوسالم الحضرمي و التاجر في شارع النخيل يقضى جل وقته في مكتبنا ليحظي بالحسنيين كما يقول.. العطر الفواح و النظر المتاح من فطومة كما سماها شيخ سودانى زارنا و راها مرة في المكتب فوقعت مسبحته و هى ادركت قبل ان ندرك ( ان قلبه احب خلق الله القوام الممشوق و الوجه الحسن ) و كان زميلنا عبدالمنعم ود الديم يقول،، صاحبك الشيخ دا اتكسر في فطومة يا باشمهندس فاكثر من زيارة شركتنا…
الهلال في موريتانيا مزج الدم العربي في البلدين و مثل الشناقيط في السودان،، رحم الله صديقنا الدكتور الشنقيطي ابن حلفاية الملوك الذي كتب و هو في الصف الثالث ثانوى عام وقتها كتب The Broken Leg و قراها في الجمعية الادبية لمدرسة بحرى الثانوية العامة نمرة 2 النموذجية بعد ان تعرض لكسر في احدى رجليه في حديقة المدرسة عندما كنا نعرف كيف نزرع الجمال في مدارسنا نجيل اخضر و زهور بيضاء و زرقاء و حمراء و صفراء و هي الوان لها مدلولاتها قبل ان تتحول مدارسنا الي مراكز اعتقالات و مخازن اسلحة للمليشيا، فصرنا نشم رائحة الرصاص و تحولت ابابا الجميلة و مسلال التى كانت تبدع في تمثيلنا في تنس الطاولة في نادى الاسرة تحولن الي قناصات يحصدن ارواح ابناء الايادى التى اطعمتهن… فاليوم نبتسم من جديد و هلالنا يحمل لنا من ارض شنقيط درع البطولة و عبق العطر الفواح فقد نثرت فيه شعرا المعلومة بنت الميداح… يا هلالي… و رقصت له ثريا بنت كريم بشعرها الطويل المجدول الذي رفعته من تحت قدميها فغطي وجها قبل ان تبعده بيديها المكتنزتين فتشرق شمس هذا الصباح الاغر و يبتسم الكرز و يتلالأ العناب و نلمس الخد الندى…. الم اقل لكم ان الهلال يصنع الجمال اينما حل… فهنا تمددت جامعة الخرطوم لغة عربية كانت ام فرنسية ام انجليزية من اقصي بلد المليون شاعر الي ارض النيلين و اي قلم يكتب عن جمال الهلال و هلال الجمال بكل هذه اللغات انه دكتور حسن بن علي بن عيسي ابن الشمال و النخيل و ابن حي العمدة و الجلوس تحت الاشجار الوريفة و ابن حي الجامعة و ابن الجميلة و مستحيلة و ابن الهلال و ابن السودان البار… اخشي عليكم اخوتى من حشرجة عجوة الشمال و الهلال و الجمال….
صباحكم ورد و عافية تغطيكم و معشوقكم اينما حل…
م. عزالدين الحاج
Share this content: