آراء

ليس قرارًا شجاعًا… بل انسحاب من التحدي!

ليس قرارًا شجاعًا… بل انسحاب من التحدي!
العمود الحر – عبدالعزيز المازري

بداية، لا بد من تحية مستحقة لموقع فوتبول السوداني على تميزه المهني في نقل الأخبار من مصادرها، وحرصه على كشف الحقيقة رغم تحفظ البعض، وهذه ميزة تُحسب للموقع في وقت أصبح فيه “الرأي” عند البعض أهم من “المعلومة”!

أما قرار الهلال بمنح الأجانب “راحة سلبية” وترك الوطنيين وحدهم في ساحة النخبة، فلا يمكن وصفه – كما قال الزميل خالد عزالدين – بأنه “قرار قوي وشجاع”، بل هو قرار يُثير أكثر من علامة استفهام، ويعكس ارتباكًا إداريًا لا رؤية مدروسة.

● كيف يُمنح 12 محترفًا أجنبيًا إجازة كاملة في توقيت ما زال فيه الفريق يشارك في أهم بطولة محلية مؤهلة لدوري الأبطال؟
● هل تُوقّع العقود دون بنود واضحة تُلزم اللاعب بالبقاء حتى نهاية الاستحقاقات؟
● وهل أصبحت “الراحة السلبية” أهم من شرف المنافسة في اسم الهلال؟

إن كنا نتحدث عن استراتيجية للموسم المقبل، فمن باب أولى أن تكون البطولة الحالية ساحة اختبار حقيقي للأجانب، لا مقاعد إجازة تُوزَّع بالمزاج!

الأندية الكبرى لا تُدار بالخوف من “فسخ عقود”، بل بإدارة تضع العقود نفسها في صف النادي، لا ضدّه!
أما الحديث عن أندية منافسة تجمّعت حديثًا وظروفها صعبة، فهو ذاته الحديث الذي سبق مباريات كوبر، وتسبب في خروج الهلال من بطولة كأس السودان، لا قدر الله أن يتكرر في “النخبة”!

ما يحدث اليوم هو ببساطة:
تسويق لقرار فني ضعيف، وتغليف لتكلفة باهظة باسم “الحكمة”، ومغالطة للواقع الذي يقول إن الهلال كان يملك عددًا كافيًا من الأجانب غير الأساسيين يمكن استدعاؤهم لدعم الفريق ولو جزئيًا.

بلغة أوضح:
لو كان المشروع استثماريًا، كما يُقال، فلماذا لم نر فائدة حقيقية من هذا الاستثمار في اللحظة التي احتاج فيها الهلال لأبنائه – أجانب أو وطنيين؟
أليس الاستثمار الحقيقي هو في النجاحات داخل الملعب؟ لا في دفاتر المحاسبة!

كلمة حرة أخيرة
منحنا الأجانب عطلة، وتركنا الوطنية تكابد وحدها في عطبرة…
لكن من قال إن العطلات تصنع البطولات؟!

Share this content:

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock