** يا وطني… سامحنا!**

** يا وطني… سامحنا!**
**العمود الحر*
*عبدالعزيز المازري**
في كرة القدم، لا تصنع البطولات بالشعارات، ولا تُختصر الحقيقة في هتاف جمهور أو “دفرة إعلامية” مؤقتة. من السهل أن نطلق عبارات مثل “الهلال حاضر في كل زمان ومكان”، لكن الواقع الفني لا تحجبه القصائد، ولا يجمّله التاريخ المجتزأ.
الهلال اليوم يدخل دوري النخبة بـ(نصف فريق)، لا من حيث العدد فقط، بل من حيث الجاهزية والهوية. فريق بدأ موسمه بمحترفين يشكّلون 80% من التوليفة الأساسية، والآن يُطلب من العناصر الوطنية التي لم تُمنح فرصًا حقيقية طوال الموسم أن ترفع الكأس وحدها! هذا ليس تحديًا، بل ورطة.
لا نلوم الوطنيين، فهم أبناء الهلال، لكن كيف يُطلب من لاعب لم يُشارك إلا دقائق معدودة أن يتحول إلى نجم بطولة في ظرف أسبوعين؟ كيف لمن أُبعد وأُقصي في لحظات الجاهزية أن يُستنهض الآن وهو بلا نسق ولا نفس؟!
الهلال اليوم يدفع ثمن مشروع أعرج، وقرارات مرتجلة، واختيارات اعتمدت على “عدد الأجانب” لا على فعالية الفريق. تغييب المواهب الوطنية، واستنزاف اللاعبين في سفرٍ وعودة بين موريتانيا وتنزانيا والخرطوم، ثم الزج بهم في الدامر وعطبرة على طريقة “اللعب على الحماس”، ليس تخطيطًا، بل مقامرة.
نعم، الجماهير لا تُقهر، لكنها لا تُسجّل أهدافًا.
نعم، التاريخ لا يُزوّر، لكنه لا يصنع الانتصار في ملعب سيئ الإضاءة والمناخ.
نعم، الوطنيون أعزاء، لكنهم لم يُجهّزوا… ولم يُحمّلوهم المسؤولية إلا حين غاب من اعتُمد عليهم خطأً طوال الموسم.
المشروع الحقيقي يُقاس بما يتركه من أثر، لا بما يُقال عنه. وما نراه اليوم ليس مشروعًا، بل بقايا “عقد منتهي الصلاحية”، لا مدرب واضح، لا خطة معلنة، لا إعداد فني محترم، فقط فريق منهك بجهاز فني مؤقت، وجمهور يُطلب منه أن يُلعب دور الهداف وصانع اللعب وحارس المرمى!
بطولة النخبة، في ظل هذه الفوضى، لن تكون استثناءً، والهلال كما هو اليوم، لا يدخلها بصفوف ناقصة فحسب، بل برؤية ناقصة أيضًا… ومن نقص الرؤية يولد الإخفاق، لا المجد.
فمن المسؤول؟ الجمهور الذي يُصفّق؟ اللاعب الذي لم يُجهّز؟ أم الإعلام الذي يكتب بالنوايا؟
المسؤول هو من أسّس لهذا الضعف، وادّعى أنه يملك “مشروعًا”… بينما الحقيقة أن المشروع لم يكن أكثر من إعادة تدوير لفشل سابق، عُجن بلغة إعلامية باذخة، وبكلمات كبيرة عن “الحدث الفريد”، لكنّه في الجوهر… فريق بلا هوية!
*كلمات حرة… بالرصاص الناعم*
*الاتحاد العام يبحث عن المال في جيوب فرق مكلومة ومظلومة!
*دوري النخبة؟ لا دعم، لا إقامة، لا إعاشة… بس شعار وتمويل ذاتي!
*في الهلال: من يدفع يقرر، ومن يشجّع يُطلب منه الصمت!
*اللاعب الوطني ضُرب بالكنبة طيلة الموسم، واليوم يُطلب منه الذهب!
*الخوف؟ أن تُخيّب النتيجة ظن المصفّقين… فيتحوّلوا إلى معاول هدم!
*مشروع بلا هوية، بلا مدرب، بلا محترفين… لكن موعود بالتاريخ؟
*من يغفر لصاحب المشروع إن سقط الهلال؟ التاريخ؟ أم الجمهور الذي لم يُستشار؟
*قضية المريخ في الفيفا… والاتحاد نايم نوم أهل الكهف!
*شكوى بالمستندات، ولا بيان، ولا تحقيق… هل تنتظرون القاضية؟
*في الهلال: لا تلوموا الوطني… بل اسألوا عن الجنسيات التي احتكرت الحُلم!
**كلمة حرة أخيرة:**
ندعو بالتوفيق للهلال… ونسأل الله أن يُتمّ نعمته علينا بنصرٍ لا تصنعه الأماني ولا التصريحات النارية.
لكن كرة القدم لا تُحسم بالدعاء وحده…
والميدان داير عرق… ما داير تصفيق من الصفّاق!
*اخر كلمة*
“نهاية المشروع؟ ممكن تكون هدف عكسي… في شباك صاحبو!”
Share this content: