*ريال مدريد.. مصنع النجوم العالمي*
*(أنور ابنعوف)*
أكد المركز الدولي للدراسات الرياضية (CIES) مؤخرًا أن أكاديمية نادي ريال مدريد تُعد الأكاديمية الأكثر تفريخًا للمواهب على مستوى العالم، في تقرير خاص سلط الضوء على الأندية التي قدمت أكبر عدد من اللاعبين للدوريات المحترفة حول العالم، ما يعكس حجم البنية التحتية التي يمتلكها النادي الملكي في تكوين اللاعبين وصقل مهاراتهم.
أكاديمية ريال مدريد، المعروفة بـ”لا فابريكا” (La Fábrica)، لم تكن مجرد مشروع لتغذية الفريق الأول بالمواهب، بل أصبحت بمرور السنوات واحدة من أبرز المؤسسات الكروية في العالم في تطوير اللاعبين وتسويقهم، سواء داخل إسبانيا أو في القارات الأخرى.
وبحسب التقرير، فإن لاعبي الأكاديمية يتوزعون في نخبة من الأندية الأوروبية الكبرى، ومنهم من أصبحوا نجومًا بارزين في منتخبات بلادهم.
ما يميز “لا فابريكا” ليس فقط الكم، بل النوع. فخريجو الأكاديمية تميزوا بفكر كروي متقدم، وانضباط تكتيكي عالٍ، وقدرة على التأقلم في المدارس المختلفة، سواء في الليغا أو البريمييرليغ أو حتى في بطولات أمريكا اللاتينية.
ولعل أبرز الأسماء التي صنعتها الأكاديمية في العصر الحديث أمثال ألفارو موراتا، داني كارفاخال، لوكاس فاسكيز، وخوان ماتا، وغيرهم ممن مرّوا بمراحلها المختلفة قبل أن يشقوا طريقهم في الدوريات الكبرى، سواء بقميص ريال مدريد أو خارج.
ريال مدريد لم ينظر للأكاديمية فقط كمصدر دعم فني للفريق الأول، بل كأداة استثمارية ذكية. ففي كثير من الأحيان، أبرم صفقات بيع للاعبين من خريجي الأكاديمية بعشرات الملايين، دون أن يكلفه تكوينهم شيئًا يُذكر مقارنةً بشراء لاعبين جاهزين من الخارج.
كما أن أسلوب ريال مدريد في إدارة أكاديميته قائم على الدمج بين التعليم، والتربية الرياضية، والتكوين الذهني والنفسي، ما يجعل خريجيها جاهزين لمواجهة ضغوط كرة القدم الحديثة، سواء في الملعب أو خارجه.
ولعل هذا الاعتراف من المركز الدولي يأتي كتتويج لجهد عقود طويلة من البناء المستمر والاعتماد على فلسفة واضحة، تجعل من النادي الملكي ليس فقط زعيمًا على مستوى البطولات، بل أيضًا رائدًا في صناعة اللاعب المحترف.
إن أكاديمية ريال مدريد لم تعد مجرد فخر لجماهيره، بل صارت أنموذجًا يحتذى به عالميًا، يُدرّس في الجامعات الرياضية، ويُستشهد به في المؤتمرات الكروية الكبرى.
Share this content:
