برقو.. السيف الذي لم يُغمد في وجه الفساد

برقو.. السيف الذي لم يُغمد في وجه الفساد
✍️ أنور ابنعوف
عندما يركن الجميع للصمت، يعلو صوت القليل من أصحاب المبدأ، وفي المشهد الرياضي السوداني الذي ازداد عتمة، وقف الدكتور حسن برقو كمن تبقى في الساحة، ملوّحًا بسيف الموقف ضد الفساد المتسلل عبر دهاليز اتحاد الكرة.
في جمعية كريمة الأخيرة، حيث تم تتويج مجموعة التغيير برئاسة معتصم جعفر بالتزكية، سقطت أوراق الشفافية واحدة تلو الأخرى، في ظل طعون قانونية تم تجاهلها، وملف إداري أدار الجميع له ظهره، إلا برقو، الذي خرج معلنًا: “لن نسكت.. سنصعد الملف بالحق والقانون”.
برقو لم يأتِ من فراغ، فالرجل منذ سنوات ظل يضع مصلحة الكرة السودانية فوق كل اعتبار، لم يتقاطع يومًا مع المبادئ، بل ظل وفيًا لدوره الرقابي، مؤمنًا بأن الإصلاح لا يتم بالصمت، بل بالتصدي العلني للانحراف.
تصريحاته لم تكن ضوضاء عابرة، بل موقف رجل يدرك أن الفساد إذا لم يُكسر الآن، سيتحول إلى وحش يلتهم مستقبل اللعبة، ويعصف بأحلام جيل كامل من الشباب.
الهجمة على برقو اليوم، ليست إلا دليلًا على أنه يوجعهم، لأنه الوحيد الذي لا يقبل أن تُدار الجمعية العمومية كـ”مسرحية هزلية”، ولأنه الوحيد الذي لم يضع الكرسي قبل المبدأ.
الكرة السودانية لا تحتاج لصفقات سياسية، بل لمواقف، وقلوب نظيفة. وبرقو – رغم الخذلان – لا يزال واقفًا، يحمل بين يديه ملفات واضحة، وطريقًا وحيدًا، اسمه: العدالة.لأجل ذلك، على كل غيور أن يدعم هذا الصوت الشجاع، لأن المعركة لا تخص برقو وحده، بل هي معركة كرامة رياضة وطن. وإن انكسر برقو، انكسر الأمل الأخير في إصلاح ما تبقى من حلم الكرة السودانية.
Share this content: