آراء

*إلى أين تقود الأقدار الهلال؟*

*وشوشة الرياح*
*إلى أين تقود الأقدار الهلال؟*
✍️ أنور ابنعوف

كلنا تابعنا، وما زلنا، ما آلت إليه أوضاع نادي الهلال خلال الأيام القليلة الماضية، من أحداث متلاحقة أخرجت الفريق من حالة الترقب الهادئ إلى عاصفة من الأسئلة والقلق، أطلقتها استقالة المدرب الكونغولي فلوران إيبينغي، ورحيله المفاجئ بالطاقم الفني المصاحب، دون أن يرافقه المحترفون، الذين – حسب ما راج – بات بعضهم قريباً من التوقيع لأندية أخرى.

مشهد مربك، لا يمكن تأويله بسطحية أو المرور عليه كخبر عابر. فهل نحن أمام نُذر انهيار لمشروع بُني طموحه على كأس قارية طال انتظارها؟ أم أن ما يحدث الآن لا يعدو أن يكون خطوة أولى نحو تصحيح مسار لم يكتمل؟

الهلال، الذي ظل جمهورُه طوال السنوات الأخيرة يلهث خلف وعود التتويج، وجد نفسه فجأة أمام واقع جديد. واقع بدأ بانسحاب الرجل الذي أعاد شيئاً من الانضباط التكتيكي والانفتاح الفني، لكنه اصطدم بمطبّات داخلية وخارجية، بعضها فوق إرادته.

وفيما لا تزال أصداء الخروج القاري تطنّ في الآذان، ظهرت معالم أزمة جديدة: غياب المحترفين، ثم تصاعد التوقعات برحيل الثنائي دياو وكوليبالي. وهنا، يبدأ القلق في التمدد. ففقدان عناصر الخبرة الأجنبية في توقيت حساس يهدد بزعزعة التوازن، ويُعيد النادي إلى نقطة الصفر.غير أن إدارة الهلال لا تبدو مستسلمة. فقد شرعت في فتح قنوات التفاوض، والإعداد لتجربة تدريبية جديدة، ودخلت سوق الانتقالات بخطوات واثقة – على ما يبدو – بحثاً عن أسماء تصنع الفارق. لكن يبقى السؤال قائماً: هل الوقت كافٍ؟ وهل الإمكانيات والاختيارات على قدر التحدي؟

الهلال، وهو يتهيأ لخوض تحديات دوري النخبة، مطالب بأن يحفظ على الأقل قوامه الأساسي، وأن يُعيد الروح للمجموعة الوطنية، فالأسماء وحدها لا تكفي. لا يمكن لأي مشروع أن يصمد دون لحمة داخلية وروح تقاتل حتى الرمق الأخير.

في لحظات مثل هذه، تتضاءل الأعذار، وتتقدم الإرادة. فإما أن يكون الهلال في الموعد، ويستثمر ما تبقى من موسم لترميم صفوفه وتحصين مستقبله، أو يترك الأيام تفرض عليه ما لا يُراد.

وللجماهير، التي تمثل عمق الهلال الحقيقي، أن تتفاءل بلا غفلة، وتراقب بلا سذاجة. فبين الأسطر كثير من الإشارات، وظل الامل باق . والعشوق .. تواق
تحياتي…..

Share this content:

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock