*مصطفى صال… رحيل صامت لرجل صنع مجد الكرة الموريتانية*

*مصطفى صال… رحيل صامت لرجل صنع مجد الكرة الموريتانية*
*بقلم: أسرة تحرير صحيفة الڨار الرياضية*

فجعت الأوساط الرياضية في موريتانيا والقارة الإفريقية برحيل المدرب الوطني *مصطفى صال*، أحد أعمدة كرة القدم الموريتانية ولاعبها الدولي السابق، بعد صراع مع المرض، ليطوى بذلك فصل من فصول الوفاء والعطاء المديد للعبة في بلده.
*رجل كل الأدوار*
الفقيد لم يكن مجرد مدرب، بل صانع مشروع كروي ممتد. بدأ كلاعب موهوب في صفوف نادي *سونادير كصر*، وترك بصمته التاريخية بإحراز هدف الفوز في نهائي كأس رئيس الجمهورية عام 1993، قبل أن ينتقل للاحتراف في الجزائر ويضيف مزيدًا من التجربة إلى رصيده.
ومع نهاية مشواره كلاعب، بدأ مصطفى صال رحلة جديدة في الملاعب كمدرب، سرعان ما أثبت فيها حضوره الفني والعقلي. تولى تدريب *المنتخب الموريتاني* في أكثر من مناسبة، كما أشرف على المنتخبات السنية، بما فيها منتخب الشباب والمنتخب المحلي للمحليين، وأيضًا كان اليد اليمنى للمدرب الفرنسي *كورينتين مارتينز*، خلال ملحمة التأهل التاريخي لموريتانيا إلى *كأس أمم إفريقيا 2019*.
رؤية فنية ومهنية نادرة
عرف عن صال انضباطه العالي ومهنيته الدقيقة، حيث كان من أوائل المدربين المحليين الذين خضعوا لتكوين عالي المستوى، وكرّس جهده لتطوير اللاعبين المحليين وإدماج الشباب في المنتخبات الوطنية.
ولم تتوقف مسيرته عند حدود موريتانيا، بل خاض تجربة دولية ضمن الجهاز الفني للمنتخب الليبي، مع المدرب ذاته، ما يعكس سمعته الفنية واحترامه في المحيط الإفريقي.
*فقدٌ موجع وأثر خالد*
برحيله، تفقد موريتانيا أحد أكثر أبنائها وفاءً للرياضة. رجل جمع بين الشغف والانضباط، وبين الموهبة والإدارة، وأسهم في تأسيس ثقافة جديدة داخل الكرة الموريتانية تقوم على التخطيط والعمل المؤسسي بعيدًا عن الارتجال.
*تعزية صادقة*
باسم *أسرة تحرير صحيفة الڨار الرياضية*، نتقدم بأحر التعازي والمواساة إلى عائلة الفقيد، وإلى الاتحاد الموريتاني لكرة القدم، وإلى كل من عرف مصطفى صال عن قرب، لاعبًا أو مدربًا أو إنسانًا.
رحم الله مصطفى صال، وأسكنه فسيح جناته، وجعل جهده في موازين حسناته، وسيبقى اسمه خالدًا في سجل الأوفياء لكرة القدم الإفريقية.