تقارير

الهلال يجتهد.. ويقارب ولا يسدد

الهلال يجتهد.. ويقارب ولا يسدد
كان في مقدوره أن ينتصر في مباراتي الذهاب والإياب .. ولكن!!!!
عبد المنعم إبراهيم خضر
أولاً دعونا نؤكد ما ذكرناه سابقاً، بأن مجلس إدارة نادي الهلال الحالي أنفق ولم يستبق، واجتهد كثيراً، ودفع أكثر، وعمل في ظروف أقل ما يقال عنها إنها قاسية، فالهلال واحد من ضحايا الحرب المفروضة على السودان (لعنة الله على من أوقد نارها).
فاضطر الهلال المؤسسة والكيان (بشحمه ولحمه)، وأجبر على الاغتراب عن الوطن (مثلنا نحن الأفراد). وارتحل إلى أقصى القارة في شمالها الغربي، حيث موريتانيا الشقيقة، وأحبابنا (آل شنقيط).
سقنا هذه المقدمة لتكون مسوِّغاً لنا لنشكر ونحيي إدارة الهلال ولاعبيه وجهازهم الفني، الذين عملوا في تلكم الظروف. وحقيقة لقد ظهر الهلال هذا الموسوم بشكل جيد في البطولة الإفريقية، وحقق نتائج جيدة، استحق بموجبها الوصول إلى دور الثمانية متخطياً دور المجموعات – بعد غيبة – وهذا رغم أنه ليس جديداً على الهلال، إلا أنه يعتبر إنجازاً في ظل الظروف الحالية للهلال والسودان عامة.
وبعد هذا فليتسع صدر مجلس الإدارة والجهاز الفني واللاعبين للنقد وقول ما نراه نحن حقاً، فمصلحة الهلال العليا هي من وراء القصد، ولا خير فينا إن لم نقلها، ولا خير فيهم إن لم يسمعوها.
العمل الإداري في الأندية الرياضية يتطلب فكراً مستنيراً، مبنياً على رؤية ثاقبة واستراتيجية واضحة المعالم، ومن ذلك – وعلى سبيل المثال لا الحصر – التخطيط لأية بطولة يشارك فيها النادي، وبما أننا نشارك في بطولة الأندية الإفريقية، فمعلوم للكافة أن مسيرتها تتدرج على مراحل: (التمهيدي – الدور الأول – دور المجموعات – الأدوار الإقصائية (دور الثمانية – دور الأربعة)، ثم نهائي البطولة. والأندية التي تطمح للفوز بالبطولة أو حتى الذهاب بعيداً في مراحلها، تقوم بالتخطيط المسبق لكل مرحلة على حده، وتعرف جيداً متطلباتها، وتقوم بتوفيرها.
هل فعل الهلال ذلك؟ للأسف لا، لم يفعل.. ولنرى:
الهلال بدأ من الدور التمهيدي، فالدور الأول، فدور المجموعات، وقد اجتازها بنجاح.. وغنيُّ عن القول إن المراحل الأولى (رغم أنها أدوار إقصائية بخروج المهزوم) لكن يمكن لأي نادٍ أن يجتازها بلاعبين جيدين؛ وذلك لأن المسار في (التمهيدي والأول) يضعك أمام أندية متوسطة المستوى. ومثلها دور المجموعات فهو سهل نسبياً، لأنه دور النقاط، فإن خسرت في مباراة يمكنك التعويض في الأخرى، والتأهل يحسب بالنقاط وعدد الأهداف المحرزة وحتى نتائج المواجهات المباشرة، وقد تخدمك نتائج مباريات الخصوم المنافسين لك.
وقد بدأ الهلال دور المجموعات جيداً في المباريات الثلاث الأولى وكسبها جميعاً (9 نقاط) وتدحرج المستوى في الثلاث الأخيرة فكسب منها (نقطة واحدة فقط)، ليحصد عشر نقاط من 18 نقطة متصدراً مجموعته متأهلاً إلى الدور الأصعب، حيث الأندية صاحبة الإمكانيات الكبيرة فنياً ومادياً.
ولا بد أن الجهاز الفني ومعه الإدارة قد اتضحت لديهم الرؤية، وعرفوا جوانب القصور، بل وكل صغيرة، وكل ما ينقص الفريق لمواصلة المسيرة نحو البطولة. وأول تلك النواقص هو المقدمة الهجومية، وقد تمثل ذلك في قلة الأهداف المحرزة، والأسوأ منها ضياع الفرص بسهولة وتساهل أحياناً، وبرعونة في أحايين كثيرة.
ونقولها بالصوت العالي: لقد عجزت الإدارة عن تسجيل مهاجم ينافس الغربال أولاً، ويحل محله ثانياً في حال غيابه. وحتى لا يقول لنا أحد: إن المهاجمين المطلوبين رفضوا التسجيل للهلال بحجة الحرب الدائرة في السودان، سنقول لهؤلاء إن تسجيل اللاعبين يحتاج إلى حنكة وحكمة في التفاوض ومرونة أيضاً. وكان بالإمكان إقناع أحدهم بالاتفاق معه للعب في موريتانيا فقط، ويعفى من الذهاب إلى السودان في حال قرر الهلال العودة للمنافسات المحلية بالداخل، هذا مع أن الإدارة تعلم علم اليقين أن الهلال لن يعود لأرض الوطن قريباً، ونقول هذا الكلام مقروناً بتصريح السوباط (الأمريكي) الشهير: (المال لن يعجزنا عن تسجيل أي لاعب). ومباراتا الذهاب والإياب ضد الأهلي كشفتا تماماً حاجة الهلال الماسة لمهاجم قناص يغتنم الفرص الكثيرة التي أهدرها كل من (ياسر وأحمد سالم وجان كلود)، ومن المؤكد أن جان كلود وأحمد سالم لاعبين ممتازين فنياً، لكن تنقصهم الخبرة والتمرس حتى يعرفوا طريقة التعامل بثبات داخل الصندوق. وتزول عنهم الرهبة في حال مواجهة المرمى وهم داخل الصندوق.
كان في مقدور الهلال أن ينتصر على الأهلي ذهاباً وإياباً؛ وذلك في حال عرف المدرب فلوران كيف يدير المباراتين باقتدار، وفي حال عرف اللاعبون كيفية استغلال السوانح التي لاحت لهم، بدلاً من تلك العشوائية التي أهدروها بها.
وثمة سؤال نطرحه ويحتاج إلى إجابة مقنعة: هل استفاد الهلال (حالياً في البطولة الإفريقية) من تسجيل اللاعبين (علي كبة ومصعب كردمان)؟ .. من ناحيتي الإجابة بالطبع لا.. وإذا تعذر تسجيل ((مهاجم سوبر)) لأي سبب كان، ألم يكن من الأفضل عودة جون مانو مثلاً صاحب البنية الجسمانية القوية والطول الفارع؟ وهو مهاجم صريح ولاعب صندوق يجيد (المدافرة والمكابسة) مع أعتى المدافعين.

Share this content:

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock