آراء

تجاهل دنقلا والاقصاء في الرياضة السودانية: عندما يُقسم النفوذ باسم الجغرافيا

*ضربة حره*
تجاهل دنقلا والاقصاء في الرياضة السودانية: عندما يُقسم النفوذ باسم الجغرافيا

بقلم: [مصطفي محمد إدريس]

في مشهد يعكس واقعًا مؤسفًا تعيشه الساحة الرياضية السودانية، جاء رفض لجنة الاستئنافات لشكوى نادي الرابطة (السليم) بمثابة ناقوس خطر، ودليل واضح على أن القرارات باتت تُدار من خلف الكواليس، وفقًا لاعتبارات انتخابية وتحالفات لا علاقة لها بروح الرياضة أو قيم العدالة.

ما حدث لم يكن مجرد قرار إداري تقني، بل هو إفراز مباشر لاقتراب انتخابات الاتحاد العام لكرة القدم، والتي على ما يبدو، أفرزت خريطة جديدة للتوازنات داخل المنظومة الرياضية، وضعت اتحاد دنقلا وأنديته خارج دوائر التأثير والتقدير، رغم ما تمثله دنقلا من ثقل تاريخي ورياضي وثقافي لا يمكن إنكاره.

لقد أصبح تهميش دنقلا مسألة وقت، بعدما فُتحت الطرق أمام اتحادات أُخرى، أبرزها “الاتحاد المدلل” في الشمالية، واتحاد آخر لا وجود فعلي له إلا على الورق. ومن ثم، تم توزيع “الكعكة” من مناصب ونفوذ وتمثيل باسم “الشمال”، فحصلوا نائب الرئيس وعضو مجلس الإدارة ستكون من نصيبهما، بينما تم تجاهل دنقلا تمامًا، وكأنها خارج حدود الخريطة الرياضية.

ما يزيد الأمر مرارة، أن هذا التهميش يتم بطريقة ممنهجة، تؤكده الخطابات الرسمية، وقرارات الترشيح، وتركيز الضوء على جهات بعينها، في تجاهل صارخ لموقع دنقلا التاريخي ومساهماتها المستمرة في دعم الرياضة الوطنية.

أقولها بكل مرارة: إن العمل مع هذه المنظومة، بصورتها الحالية، هو نقطة سوداء في تاريخ كل من يشارك في دعمها أو يبرر ممارساتها. فمتى نُعيد للرياضة هيبتها؟ ومتى يُكسر حاجز التهميش والاقصاء الذي يقضي على طموحات أندية ومجتمعات بأكملها؟

إن الرياضة ليست ميدانًا لتصفية الحسابات أو مكافأة الحلفاء، بل ميدان للعدالة، والمنافسة الشريفة، والتقدير المتساوي للجميع. وما لم يُستدرك هذا المسار المختل، فسنخسر ما تبقى من الأمل في اتحاد يمثل السودان كله، لا تحالفات انتخابية ضيقة.

Share this content:

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock