*عاصفة على مائدة كرة القدم السودانية: هل تقترب نهاية “العبث” أم بداية فصل جديد؟*

*عاصفة على مائدة كرة القدم السودانية: هل تقترب نهاية “العبث” أم بداية فصل جديد؟*
تدور همسات وشكوك قوية في أروقة كرة القدم السودانية. فبينما كان من المفترض أن تُجرى الانتخابات في نوفمبر، فاجأ الاتحاد الجميع بدعوة لإجرائها وإتمام كافة الإجراءات في يونيو الحالي. هل هي مجرد مصادفة، أم أن هناك أيادي خفية تحرك المشهد لضمان بقاء تيار معين؟
بات واضحًا أن الاتحاد الحالي يرغب بشدة في العودة لدورة جديدة، مستفيدًا من موقعه الذي أثراه دعم الفيفا، والذي يُقال إنه يُوجه لمصالح شخصية بدلًا من تنمية الرياضة في البلاد. الأدهى من ذلك هو ما يتردد عن أن تقديم موعد الانتخابات هو خطوة تكتيكية لإبعاد “السلطان برقو” من المشهد الانتخابي، لأن توفيق أوضاع الاتحاد الولائي الذي ينتمي إليه لن يتم إلا بعد منتصف يونيو، أي بعد نهاية الانتخابات المبكرة.
*دعونا نطرح الأسئلة التي تشغل بال كل غيور على مستقبل الكرة السودانية، مع هذه الحقائق المثيرة للجدل:*
*1. الانتخابات قبل الأوان… هل القانون غائب أم متجاهل؟*
إذا كانت الانتخابات مفترض أن تُجرى في نوفمبر، فكيف تتم الدعوة لها وإتمام كافة الإجراءات في يونيو الحالي؟ هل نعيش في فوضى انتخابية تتجاوز اللوائح، أم أن هناك مادة سحرية في الدستور الرياضي السوداني تسمح بهذا القفز على الزمن، خاصة مع تزامنها مع منع منافس محتمل؟
*2. لغز استمرار المجلس: هل المجلس الحالي يتجاهل القانون للبقاء في السلطة؟*
المجلس الحالي لم يقدم استقالته، ومع ذلك هو يدعو لانتخابات مبكرة يرغب من خلالها في العودة لدورة جديدة. لو كانت هناك استقالة، لكان تقديم موعد الانتخابات أمرًا قانونيًا. لكن في ظل هذا الوضع، هل يتم تجاهل الإجراءات القانونية المتعلقة باستقالة المجلس لضمان استمرارية المستفيدين الحاليين؟
*3. الدليل القانوني: هل يمتلك قادة الاتحاد “الخريطة السرية”؟*
في ظل هذه الدعوة المفاجئة للانتخابات قبل موعدها الأصلي، نتساءل: ما هي المواد القانونية أو اللوائح التي استند عليها قادة الاتحاد ليتخذوا قرارًا مصيريًا كهذا قبل نهاية مدتهم القانونية، خاصة إذا كان الهدف هو إقصاء منافسين أقوياء مثل “السلطان برقو”؟ هل هي مواد خفية لا يعلمها إلا القائمون على الأمر؟
*4. الميزانية الشفافة: هل يجرؤ الاتحاد على كشف المستور؟*
إذا كان الاتحاد جادًا في حوكمته ويسعى لدورة جديدة، فهل يستطيع أن يقدم لنا ميزانية مفصلة ومعتمدة لكامل فترة ولايته، مدققة ومراجعة من مكتب مراجع قانوني معروف ومعترف به وفقًا للوائح؟ أم أن الشفافية المالية ستظل حلمًا بعيد المنال في دهاليز الاتحاد، خاصة مع اتهامات إثراء الأعضاء من دعم الفيفا؟
*5. “فتات” المصالح: هل يبيع الولائيون والأندية مستقبل الكرة السودانية؟*
وأخيرًا، سؤال يوجع القلوب: إلى الاتحادات الولائية والأندية التي تهرول لدعم هذه الانتخابات المبكرة في يونيو بدلًا من نوفمبر، هل “الفتات” الذي ستحصلون عليه من الاتحاد السوداني لكرة القدم يساوي حجم الدمار الذي سيحل بما تبقى من كرامة ومستقبل الكرة السودانية في ظل هذا الاتحاد الذي يوصف بـ”العبثي”؟ هل أصبحت مصالحنا الشخصية أثمن من مستقبل أجيال من الرياضيين، خاصة إذا كانت هذه العملية تهدف لإبعاد كفاءات كـ”السلطان برقو”؟
Share this content: