قزاز ورذاذ

بتتاوق ونصف جسدها خلف الباب

قزاز ورذاذ
محمد الطيب الامين
بتتاوق ونصف جسدها خلف الباب

كنا نحلم بالعربية و(بت الحلال) واليوم أحلامنا نرجع للمخدة القديمة !!
رأس السنة يوم للذكريات .
نتذكر الناس وشوارع الخرطوم وشغب الليالي .
نتذكر الزحمة في محلات بيع (الألعاب النارية).
الزحمة في محلات الباسطة.
أزمة في (الشمِع).
والشمعة كانت بتبكي ونحن فرحانين.
واليوم (الشمعة) فرحانة ونحن باكيين.
تذكرت بنات حلتنا لما يطلعن باب الشارع الساعة 12 شُوكة.
بيطلعن الشارع مع صوت الألعاب النارية.
تسمع أبواب الحلة بتفتح بإنتظام وكأن السنة الجديدة (زائر) من لحم ودم.
بنات حلتنا السمحات الراسيات بيطلعن (يتاوقن) من الباب والحِلة بهجة.
ونحن في الأصل لنا غرام مع كل حسناء (نصف جسدها) خلف الباب والنصف الأخر أمام الباب.
البت البتحاول (تخفي نفسها).
شفناها شفناها والله.
بنطلع ننتظر السنة الجديدة في خشم الباب.
والدنيا برد.
ومنظر وصوت الألعاب النارية يغطي السماء.
كنا بنتخلع من صوت الألعاب النارية.
ما كنا عارفين جايينا يوم ح يلعبوا بالنار على رؤوسنا.
كنا نستقبل السنة الجديدة (بفرح حزين).
نفرح لأننا ننتظر سنة جديدة ونحزن لأن سنة قديمة إنسلخت من جلد العمر.
كانت أحلامنا مع رأس كل سنة جديدة لا تتعدى أمنيات الوظيفة والعربية وعروسة خجولة.
عروسة خجولة بتداري الضحكة بطرف التوب .
أحلام لا تتجاوز السُترة والمِلح والمُلاح.
اليوم ندخل على 2025 وليس لنا حلم خاص.
تنازلنا عن حلم العربية والوظيفة وحتى العروسة أخرناها ليوم القيامة.
نحن فتحنا بلاغات ، القاضي سيكون الله وحده لا شريك له.
نحلم الآن بما هو عادي.
نحلم بي حياتنا القديمة.
حياة ما قبل يوم 15 أبريل 2023.
نحلم فقط بالعودة لبيوتنا.
العودة للسرير والمخدة.
التلاجة والتلفزيون لما ينقل حفل طه سليمان وإنصاف مدني من إسبارك سيتي.
هو حلم كان عادياً ثم ضاع الأمس منا.
بنحلم أول يوم في السنة الجديدة نمشي خزان جبل أولياء رحلة.
نأكل السمك.
نمشي لمة في الحلة للقهوة والفشار والونسة الحلال.
ما كان العشم نموت بالسلاح ، ما كان العشم نسافر مجبورين ونجري من بيوتنا مفزوعين.
ما كان العشم نفقد حصاد العمر ونتشرد في البلاد.
ما كان العشم نُذل ولا نُهان ونحن في ماضينا عز وسلام.
ما كان العشم تبقى ونستنا دم ودموع وخطف ونهب.
كنا للناس رمز طيبة وبقينا مع الأيام بقايا ناس.
منو الحيحتفل في الخرطوم اليوم؟
شارع النيل ، الستين ، حبيبي مفلس ، المول ، شارع المطار.
الخرطوم يتيمة .
أسأل الله العلي القدير أن يلم الشمل ويحفظ السودان وتعود البلد سلام وأمان.
وأقول كما قال عمنا الراحل حسن الزبير (إن شاء الله القيامة تقوم).
#محمد_الطيب_الأمين

شارك الخبر على:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى