الفرصة الاخيرة

*حروف زرقاء*
*بقلم: أحمد عمر سوميت*
الفرصة الاخيرة
يقترب المجلس الهلالي من نهاية دورته الانتخابية التي تمتد لاربعة سنوات، والمقرر أن تنتهي في أواخر يوليو 2026. شهدت السنوات الثلاث الماضية من دورة المجلس ظروفًا قاسية بسبب الحرب، التي أوقفت مداخيل النادي وتسببت في توقف النشاط الإداري في قطاعات حيوية مثل قطاع الناشئين، المنشآت، والاستثمار. تحولت كل الجهود الإدارية نحو قطاع كرة القدم، حيث بذل المجلس مجهودات كبيرة للحفاظ على استمرار نشاط الفريق في ظل ظروف بالغة التعقيد.
صاحبت هذه الجهود نقلة نوعية على مستوى التعاقدات وتوفير متطلبات النجاح لرفع المستوى الفني للهلال. بفضل الاستقرار المالي في استحقاقات الجهاز الفني واللاعبين، وتكاليف معسكرات الإعداد، ومبالغ التعاقدات الجديدة، أصبح الهلال في وضع إداري جيد للمنافسة الأفريقية بصورة أفضل مما كان عليه قبل الحرب. ومع ذلك، تبقى الحلقة الأضعف هي الجهاز الفني، الذي فشل في استخدام تلك الأدوات بما يضع الهلال في مستوى عالٍ من التنافسية لنيل لقب أبطال أفريقيا. على الرغم من توفر الإمكانيات، لم تكن المحصلة الكلية مرضية للمجلس أو للجماهير الهلالية، حيث تمثلت في وصول الهلال لربع نهائي الأبطال هذا العام من أصل ثلاث سنوات.
*العام الأخير: فرصة للإنجاز*
العام القادم هو العام الأخير في عمر الدورة الانتخابية للمجلس، ويمثل فرصة ذهبية لتدوين إنجاز نوعي على مستوى الفريق وملف تأهيل الجوهرة الزرقاء. سيكون ذلك تتويجًا للنجاحات التي تحققت في ملف إعادة شعار الهلال وتوفير سبل النجاح لفريق كرة القدم.
هناك تفاؤل كبير بمغادرة فلوران إيبينجي المتوقعة لقيادة الجهاز الفني، والتي تُعد إحدى أهم أسباب فشل الهلال أفريقيًا. إنها خطوة إيجابية وموفقة بإذن الله نحو موسم مختلف. يبقى التحدي قائمًا لإكمال عناصر الإصلاح عبر ملفين مهمين:
*أولاً: اختيار الجهاز الفني الجديد*
يجب التركيز بشكل كبير على اختيار الجهاز الفني الجديد، بحيث يراعي مواصفات المدرب التي تتوافق مع أهداف الهلال وتتناسب مع نوعية اللاعبين المتوفرين في قائمة الفريق. من أهم هذه المواصفات أن يمتلك الجهاز الفني أدوات تطوير مهارات اللاعبين الفردية، لتعزيز معالجة الأخطاء التي تساهم بشكل مباشر في تطوير المنظومة الكلية من حيث التكتيك والخطط والمهام التي يضعها المدير الفني. لقد كانت هذه إحدى سلبيات إيبينجي، وينبغي وضعها في الاعتبار قبل التعاقد مع المدير الفني الجديد.
*ثانيًا: إدارة ملف التعاقدات الصيفية*
يتطلب هذا الملف احترافية عالية لتمكين تغطية كل أماكن الخلل على مستوى العناصر الأساسية ودكة البدلاء. يجب ألا تدار التعاقدات بمفهوم “مبادلة مركز بمركز”، بل يجب أن تعتمد على قياس حاجة كل خانة وكيفية تغطيتها على مستوى العنصر الأساسي والبديل.
*أهم النقاط في التعاقدات:*
*خانة وسط الملعب (الارتكاز):* التعاقد مع لاعب ارتكاز محترف واحد ومغادرة غاسوما فوفانا لا يحل مشكلة الهلال في خانة الارتكاز. الهلال في حاجة لعدد لاعبين جدد مميزين على مستوى الارتكاز في نواحي الافتكاك وبناء اللعب من الخلف، أحدهم أساسي والآخر بديل في مستوى الأساسي، حتى لا نكرر أخطاء الموسم الماضي. المطلوب تسجيل ارتكاز محترف مع استمرار غاسوما فوفانا، أو مغادرة غاسوما وتسجيل لاعبين محترفين في الارتكاز. يمكن أيضًا إعادة بعض اللاعبين المعارين مثل سليمان عزالله الصيني أو أمجد قلق لكشف الهلال لتعزيز دكة البدلاء في حالة شطب غاسوما وتسجيل لاعب ارتكاز محترف.
*المحور:* يحتاج الهلال إلى لاعب محور محترف يتسم بصفات مميزة في الدفاع والهجوم، ويمتلك السرعات المطلوبة لربط خطوط الهلال بالتنقل والخروج بالكرة. لاعب يسهل لزملائه رؤية التمرير بفضل تحركاته في كل مساحات الملعب وسرعة ارتداده لتضييق المساحات في النواحي الدفاعية عند فقدان الكرة، ليشكل سندًا قويًا للاعب الارتكاز في المهام الدفاعية. لعل أهم علل الهلال فنيًا هو اعتماده على لاعب واحد في الساتر الدفاعي طوال مسيرته الماضية بعد مغادرة الشغيل. يمتلك الهلال لاعبين مثل بوغبا، ماديكي، وصلاح عادل، لكنهم ليسوا بالعناصر “السوبر” التي تمكن الهلال من التغلب على عمالقة الأبطال مثل الأهلي، صن داونز، الترجي، والوداد. ومع ذلك، يشكلون عناصر مطمئنة لحد كبير لتعزيز دكة البدلاء في خانة المحور، خاصة ماديكي. في حالة عودة الصيني سليمان عزالله أو أمجد قلق، يمكن إعارة ياسر جوباك وكنن لزيادة الخبرات والاحتكاك، أو إعارة صلاح عادل.
*الدفاع:* يستحق المدافع ميندي فرصة لموسم آخر كلاعب جاهز بدنيًا ومفيد فنيًا للهلال. من المتوقع أن يعتمد عليه المدرب الجديد بشكل أساسي.
*آخر حرف:*
* لا للمبادلة مركز بمركز. التعاقد مع مهاجم ومغادرة “الغربال” يعني استمرار سلبيات العام الماضي.
* مغادرة غاسوما وتسجيل ارتكاز واحد يعني استمرار سلبيات العام الماضي.
* مغادرة ديوف وميندي وتسجيل محترف واحد يضعف دكة البدلاء لقلبي الدفاع.
* نعم لتعزيز الأساسي وتوفير البديل له.
* (غربلة ومهاجم آخر، مدافع مع استمرار ميندي، ارتكاز واستمرار غاسوما أو تبديله بلاعب وطني متخصص ارتكاز.)
*مع خالص تحياتي*
Share this content: