🔵 الهلال:أزمة هوية

مـــــــوجة بحــــــــر
✍🏻️ خالدة البحــــــر
فاز الأمل، ولن يكون هذا الفوز الأخير على الهلال؛ فهذه طبيعة كرة القدم. لكن المشكلة الجوهرية تكمن في الصورة الباهتة التي يظهر بها الهلال منذ زمن بعيد. والسبب الرئيسي في ذلك يعود إلى تفريغ الهلال من كوادره المميزة، خاصة في خط الوسط. فالمدرب فلوران لم يترك في خط الوسط لاعبًا ذا قيمة أو أصحاب حلول فردية قادرة على كسر التكتلات الدفاعية للخصوم. كما افتقدنا اللاعبين الذين يتقنون العرضيات والتسديد، سواء من الكرات المتحركة أو الثابتة.
كل هذا حدث نتيجة اعتماد السيد فلوران المبالغ فيه على التمريرات الطويلة وإلغاء دور خط الوسط بشكل تام. ونتيجة لذلك، سيعاني الهلال بلا شك في المباريات المتبقية، خصوصًا أن فرق النخبة تعتمد على التحصين الدفاعي والهجمات المرتدة، والهلال حاليًا يفتقر لأي حلول هجومية فعّالة.
أولئك الذين يلومون خالد بخيت، هل تساءلوا ماذا يفعل أمام هذا الواقع؟ وهو يرث تركة فلوران المثقلة بالعيوب، فلوران والقطاع الرياضي جردوا الفريق من لاعبيه أصحاب الحلول. وهناك من يجادل بأن الهلال صعد بهؤلاء اللاعبين إلى دور الثمانية بعد غياب طويل، لكن هذا الصعود كان بفضل الومضات الفردية لبعض اللاعبين الذين استطاعوا مباغتة الأندية بهجمات مرتدة وهم يلعبون مهاجمين على أرضهم. وحينما استوعبت هذه الأندية هذا التكتيك، لم يتمكن الهلال من حصد أي نقاط في النصف الثاني من مرحلة المجموعات.
ومن العوامل التي رسخت ظهور الهلال بهذا الشكل الباهت هو اللامبالاة التي كان يتعامل بها فلوران مع لاعبيه في المباريات، وانتقال هذا البرود إليهم؛ فبات الفوز والهزيمة والتعادل سيان عندهم، لتفقد المباريات قيمتها الحماسية. وفقد الهلال الروح “الجرينتا” روح الإصرار والعزيمة وعدم الاستسلام والقتال حتي آخر الأنفاس من آجل تحقيق النصر مهما كانت الصعوبات.
إضافة إلى ذلك، هناك انقطاع فادح في تواصل الأجيال بين اللاعبين، وهو ما يعزى إلى عمليات الشطب الجائرة من الإدارات السابقة. وأكملت الإدارة الحالية هذا المسار بتسجيل كمية من اللاعبين الأجانب “أنصاف المواهب”، لتتبدد بذلك “الجرينتا” و”هوية الهلال” الذي أصبح بلا روح حقيقية.
كما أن الإدارة الحالية تتسم بالصمت المطبق والبرود التام تجاه الفريق وجميع القضايا الهلالية الملحة. أما القطاع الرياضي، فيبدو أن كل هم رئيسه هو إحاطة الفريق بالغموض، ليُرضي غروره وكأنه يعيش في أفلام جيمس بوند أو روايات أغاثا كريستي المثيرة.
لإعادة نبض الهلال، يجب على الإدارة استعادة روح الانتماء الحقيقي للنادي وتأمين تواصل الأجيال. فالهلال بحاجة ماسة إلى قادة ملهمين يقودون المسيرة ويبثون الحماس والغيرة والولاء، سواء في صفوف الإدارة، الجهاز الفني، أو اللاعبين.
كذلك، يحتاج الهلال إلى فترة كافية للتعافي من الدمار الذي أحدثه فلوران بالفريق، بالإضافة إلى الخراب الناتج عن عمليات الشطب العشوائية. يجب إزالة كل من يحمي اللاعبين عديمي الفائدة من مغادرة الهلال، وإعادة دمج شباب الفريق الموهوب. الهلال يتوق إلى ثورة حقيقية وعنيفة تقضي على كل مفاصل التدمير التي تحيط به. ونقول: “للسوباط: الأندية لا تُدار بالمال السائب”.
إن مستقبل الهلال ليس مجرد مسؤولية الإدارة أو اللاعبين، بل هو أمانة في أعناق كل من يعشق هذا الكيان. وحدها جماهير الهلال، بوعيها ودعمها، تستطيع أن تكون الشرارة التي توقد هذه الثورة، وتعيد النبض للقلعة الزرقاء.
وسط هذه التحديات، برز بصيص أمل تمثل في التجديد للاعب جان كلود (البورندي)، وهي خطوة إيجابية نشكر عليها مجلس الإدارة، ونتمنى أن تكون بداية لقرارات صائبة أخرى تعيد الثقة. كما لا يفوتنا أن نتوجه بأحر التهاني لنادي هلال كريمة على صعوده التاريخي للدوري الممتاز، وهو إنجاز يبعث على الفخر لكل الرياضيين بالولاية الشمالية عامة ومحلية مروي خاصة، ويؤكد أن العمل الجاد والمدروس يمكن أن يحقق المستحيل.
موجة : وصيفنا الدائم المريخ شكا لطوب الأرض ظلم حكم مباراته ضد فريق حي الوادي نيالا، وذلك لأنهم تعودوا علي هبات الحكم من ضربات جزاء ورغم أن الحكم طرد لهم لاعب من فريق حي الوادي نيالا إلا أنهم حققوا التعادل الثالث تواليا ، وكل هذا البكا والنواح من أجل الضغط علي الحكام لمنحهم الهدايا المعتادة ، طبعا الهدايا غابت في الجولة السابقة لأنهم كانوا يتبارون مع فريق ود عطا المنان رئيس الإتحاد الفعلي.
🔹️ اللهم أنصر الجيش السوداني والهلال فوق كل أرض وتحت كل سماء.
🔹️ اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيراً.
🔹️ الحمد لله الذي جعل الهلال ميقات للناس وتاج يزين هأَمات المآذن.
Share this content: