🔵 *ضريبة التريند وأصداء القيم: تحت قناع الفن، تنكشف الأجندة بسخرية القدر*

🌀 *مـــــــوجة بحــــــــر*
🔵 *ضريبة التريند وأصداء القيم: تحت قناع الفن، تنكشف الأجندة بسخرية القدر*
✍🏻️ *خالدة البحــــــر*
لم تكن الضجة المصطنعة التي أحدثها لقاء ما تطلق على نفسها “المغنية الثائرة” مجرد صدفة، بل بدت مقصودة لخدمة التريند وأجندات سياسية. ويا للأسف، انبرى بعض من يُطلق عليهم “المستنيرين” وحملة الشهادات العليا ليلوموا الشعب على تفاعله مع محتوى وصل إليهم دون عناء البحث. التعليق طبيعي، أما غير الطبيعي فهو القبول بالظهور بتلك الصورة المقززة، وهو ما بدا واضحاً في الإجابات الهادئة التي تلت الموافقة الضمنية على الأسئلة المطروحة. الهدف الأسمى كان تصدر التريند بغض النظر عن القيم.
ظل الطرح بعد ظهور الحوار كاملاً مثيراً للغثيان ومنافياً لقيمنا وسماحة الإسلام. التطرق لوالدها بتلك الطريقة المستفزة يتنافى مع احترام الأبوين. كان بالإمكان إبراز القضية بصورة أرقى، لكن بدا الهدف تجريم النظام السابق وتقديم الذات كضحية على حساب سمعة والدها المتوفي، وهذا ما يجلبه العقل الخاوي والحضارة الجوفاء في سعيهم المحموم نحو التريند، فتجاوزوا حدود الأدب والاحترام.
أما الطبيبة النفسية التي طالبت بالاعتذار للمغنية بمبرر واهٍ، والأوْلى بها مطالبة المغنية بالاعتذار للشعب السوداني ولوالدها عن هذا الحديث المبتذل. وبخصوص من تُطلق على نفسها محامية وتبرر لها بأن الشعب السوداني “معقد وبه خلل نفسي وتربى على التشوهات”، نقول لها: الشعب السوداني ارتوى من معين القيم الإسلامية، لا من مستنقع الفجور والعقوق. هذه ليست صراحة، بل وقاحة وقلة احترام. كان بالإمكان إبراز الأحداث بصورة مؤدبة، فوقع الكلمات قاسٍ وغير مقبول.
الأوْلى بمن دافع عن المغنية أن يطالبها بالاعتذار ويستنكر ألفاظها، ولكن يبدو أنهم أصحاب عقول خاوية يظنون أنهم بذلك يدينون النظام السابق، وما دروا أنهم يقللون من احترامهم لأنفسهم بتبرير تريند قائم على تجاوزات أخلاقية.
*تحت قناع الفن: سخرية القدر تكشف الأجندة الخفية*
لم يكن الحديث عن مقتل والد الفنانة هو لبّ الحلقة، بل ستاراً لأجندة أخطر ، محاولة مبطنة لتبرئة الإمارات من دورها في حرب السودان. البرومو لم يكن عفوياً، بل صُمم بدهاء لتوجيه مشاعر الجمهور وصرف أنظارهم عن الرسالة السياسية المسمومة. لقد تم تمرير سردية لتلميع صورة الإمارات، مستغلين شعبية الفنانة ومنصة البودكاست. تخصيص أكثر من 90% من الحلقة لأهداف سياسية يثير الشكوك حول النوايا الحقيقية، بينما تجلت سخرية القدر في الانقلاب غير المتوقع للأحداث.
بينما انشغل السودانيون بمأساة مقتل والدها، مرت الرسالة الأخطر مرور الكرام ، تبرئة دولة متورطة في صراع دموي وبث خطاب انقسامي. العدو يوظف الإعلام والفن لترويض الوعي. استغلال فنانة ذات شعبية كأداة ناعمة لخدمة أجندات خارجية هو جريمة فكرية وخيانة للوطن والجمهور والفن. لقد تحولت من صوت شعبي إلى لسان لأجندات خارجية، وهي سقطة لا تُغتفر. لكن سخرية القدر شاءت أن ينقلب هذا المخطط على أعقابه.
*موجة :* *سخرية القدر التريند ينقلب على صناعه*
يا لسخرية القدر! من دبّر هذا اللقاء أراد اتهام الحكومة السودانية وتبرئة دولة الإمارات، ولكن حدث العكس تماماً بسبب غباء المغنية ومعدي البرنامج. فحين أبدت المغنية سعادتها بأن الإمارات تحارب ما وصفته بـ “النظام الإخواني والكيزاني”، وهو ما ظلت الإمارات تنفيه، لكن بغباء مذهل، أثبتته المغنية وفريق البرنامج. لقد استغل البرنامج الإماراتي حساسية الموضوع بهدف خلق تريند يخدم أجندته، لكن هذا التريند انقلب عليهم بسخرية القدر.
نقول لتلك المغنية وأمثالها ، الحرب الحقيقية هي على الشعب السوداني. فكما تروجون بأن أسر وأبناء النظام السابق والكيزان في الخارج، فإن ضرب المنشآت الحيوية والبنية التحتية يؤثر بشكل مباشر على الشعب السوداني. استمرار انقطاع الكهرباء عن الولاية الشمالية لمدة شهر وأكثر أثّر على كل مناحي الحياة. وأخيراً، الضربات التي وُجهت إلى بورتسودان والولايات الأخرى تُعمق معاناة الشعب السوداني. وأنتم وغيركم تفرحون بضربات الطائرات المسيرات الإماراتية بحجة محاربة النظام، كما صرّح وزير الخارجية المكلف السابق من قبل مفتخراً بمطالبته أمريكا بحظر السودان، وما درى أن المتضرر الأول والأخير هو شعب السودان.
الغضب الشعبي العارم الذي اجتاح منصات التواصل الاجتماعي يُظهر أن التريند لا يمكن أن ينجح على حساب معاناة الشعب، وأن سخرية القدر فضحت النوايا الحقيقية.
لقد قدمت المغنية والبرنامج الإماراتي على طبق من ذهب إدانة للإمارات، التي ظلت تنفي تهمة مساندتها للمليشيا المتمردة. وصدق المثل: رب ضارة نافعة. في سباقهم نحو تحقيق أعلى نسب مشاهدة وتصدر التريند، لم يراعوا الأبعاد الأخلاقية والإنسانية للقضية السودانية، فكانت سخرية القدر هي العقاب.
سيظل الشعب السوداني عصياً على كل من يريد هدمه وهدم قيمه ومعتقداته وتغيير عقيدته وهويته، وسينتصر بإذن الله مهما طال السفر، وحينها سيقتص من كل عميل وخائن ومن كل من حاربه. هذه الموجة من الاستنكار هي بمثابة رسالة واضحة بأن الجمهور ليس مستعداً للتضحية بقيمه من أجل تريند عابر، وإن سخرية القدر لتلاحق كل من تسول له نفسه استغلال آلامنا.
والله أكبر والعزة للسودان وشعبه.
️ اللهم أنصر الجيش السوداني والهلال فوق كل أرض وتحت كل سماء.
️ اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيراً.
️ الحمد لله الذي جعل الهلال ميقات للناس وتاج يزين هأَمات المآذن .
Share this content: