*الوجه الآخر للهزيمة*

🌀 *مـــــــوجة بحــــــــر*
🔵 *الوجه الآخر للهزيمة*
✍🏻️ *خالدة البحــــــر*
خسر الهلال مباراة الذهاب في ربع نهائي دوري أبطال أفريقيا أمام الأهلي المصري بهدف دون مقابل. هدفٌ مبكر هزّ شباك الهلال في العشر دقائق الأولى، وكشف عن ارتباك وتوتر غير مبررين بين صفوف اللاعبين. والسبب الجوهري لهذا النقص هو استمرار تجاهل الإدارة لأهمية وجود معد نفسي متخصص، وهو مطلب لطالما نادينا به، ولكن دون جدوى، وكأن الإدارة تنظر إليه كترف لا ضرورة له.
يزيد الطين بلةً تلك الزيارات المتكررة التي شهدتها تدريبات الهلال! فهل الأولوية للجهاز الفني واللاعبين هي التركيز على التحضيرات التكتيكية والبدنية، أم استقبال والاستماع لخُطب المسؤولين والتقاط الصور التذكارية؟ وينطبق الأمر ذاته على الزيارات التي حدثت في المعسكر بالقاهرة! إنها ظاهرة لا نراها إلا في الهلال. وقد حذرنا مراراً وتكراراً من أن كل هذه المظاهر تقتطع من رصيد التركيز الذهني للاعبين، وهو ما تجلى بوضوح في مجريات المباراة.
لا شك أن الإدارة تبذل جهوداً جبارة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، من توفير معسكرات ومباريات ودية واستقطاب محترفين والإنفاق على الفريق بسخاء. ولكن في نهاية المطاف، يبدو الأمر كمن يهدر جهده المضني بإهمال التفاصيل الدقيقة والحاسمة التي تقوض كل هذا العمل المضني والجهد الكبير.
أما المدرب فلوران إيبينغي، فقد استمر في انتهاج أسلوب لعب واحد باهت وعقيم مع مختلف المنافسين مهما تفاوتت مستوياتهم، وهو الاعتماد على ترك الكرة للمنافس والانكماش دفاعياً بتكتيل لاعبي وسط ذوي نزعة دفاعية بحتة، يفتقرون إلى القدرة على بناء الهجمات بفاعلية وربط خطي الوسط والدفاع بالهجوم. والأدهى من ذلك، أن حتى الجانب الدفاعي يعانون في تنفيذه بشكل متقن، وذلك بسبب الضغط المتواصل الناتج عن فلسفة فلوران بتسليم زمام المبادرة للخصم، الأمر الذي يولد ضغطاً هائلاً على دفاعات الهلال، والضغط المستمر لا يولد إلا الأخطاء.
لقد حذرنا مراراً وتكراراً من أن هذه الطريقة لن تجدي نفعاً في جميع الأحوال، وأنه في حال تقدم المنافس في النتيجة، ربما سنعجز عن العودة، وهو ما تكرر بالفعل في مباراة الأمس، وقبلها في مباراتي اليانغ أفريكانز ومازيمبي الكونغولي.
منذ اللحظة التي أُعلنت فيها تشكيلة الأهلي، لفت انتباهي قرار المدرب كولر باللعب بأجنحة مقلوبة على غير العادة، حيث وضع بن شرقي على الجهة اليمنى وعاشور على اليسرى. وقد علقتُ حينها قائلًا: “كولر عنده فهم!” وقد تأكدت صحة هذا التحليل مع بداية المباراة، حيث تركز الهجوم الأهلاوي بشكل واضح على جهة خاديم دياو الذي افتقد للمساندة اللازمة من لاعبي خط الوسط. والغريب في الأمر أن فلوران لم يوجه اللاعبين لتقديم الدعم لزميلهم وتخفيف الضغط عليه، بل ظل متفرجاً كأحد المشاهدين.
التغييرات التي أجراها فلوران في الشوط الثاني منحت الهلال بعض الحيوية، وبدأ الفريق في تداول الكرة بشكل أفضل، وهو ما كان ينقصه بشدة في الشوط الأول، ويعود الفضل في ذلك بشكل أساسي إلى نزول عبد الرؤوف وكوليبالي. ولكنها جاءت متأخرة بعض الشيء.
ظهر الأهلي بمستوى أقل من المتوقع، بينما كان أداء الهلال أكثر تواضعاً. وكل من تابع المباراة عن كثب أيقن أنه لو تحلى فلوران بقدر قليل من الشجاعة والجرأة في خياراته التكتيكية، لكان بمقدور الهلال الخروج بنتيجة إيجابية من المباراة.
الشناوي حارس مرمى معروف بضعفه في التعامل مع التسديدات البعيدة والمفاجئة، فلماذا لم يستغل فلوران هذه النقطة الواضحة في خطة لعبه؟
من أبجديات كرة القدم وبديهياتها أن يقوم حارس المرمى ولاعبو الدفاع بتشتيت الكرة إلى أطراف الملعب وليس إلى منتصفها لتقليل دائرة الخطر. فتشتيت الكرة إلى مناطق العمق يمنح الخصم فرصة استعادتها وشن هجمات خطيرة، وهو ما تجسد في هدف الأهلي عندما تصدى فوفانا للكرة وأعادها إلى قلب الملعب لتجد هاني الخالي من الرقابة الذي لم يتردد في إسكانها الشباك.
على أي حال، لم يعد هناك متسع من الوقت للخوض في تفاصيل الماضي، فمباراة الإياب الحاسمة المقرر لها يوم 8 أبريل تستدعي مراجعة شاملة وسريعة للأخطاء، ووضع خطة محكمة واستراتيجية واضحة المعالم لتحقيق الفوز والتأهل إلى الدور التالي. التعويض ليس ضربًا من المستحيل، ولكنه يتطلب مضاعفة الجهود، والتحلي بالجرأة في القرارات، والتركيز الذهني العالي، والأهم من كل ذلك، الإعداد النفسي المتكامل للاعبين.
أدار حكم المباراة لقاء الذهاب بامتياز، على الرغم من المخاوف التي سبقت المباراة بشأنه، ومع ذلك، يجب أخذ الحيطة والحذر من حكم مباراة الإياب.
نقطة مهمة نوّهنا لها كثيراً وهي الأنانية في خط الهجوم، ويجب على الجهاز الفني معالجتها. بالأمس، أضاعت هذه الأنانية على الهلال فرصة تحقيق التعادل على الأقل.
*موجة:* في مباريات أخرى ضمن الدور ذاته، وضع كل من بيراميدز المصري وأورلاندو بايرتس الجنوب أفريقي قدماً في الدور نصف النهائي. بيراميدز حقق فوزاً كاسحاً على أرضه وبين جماهيره على حساب الجيش الملكي المغربي برباعية مقابل هدف.
هذا الهدف قد يمنح الجيش فرصة ضئيلة للتأهل، لكن بالنظر إلى مستوى بيراميدز والجيش الحالي، تبدو المهمة صعبة للغاية.
أما أورلاندو بايرتس، فقد حقق فوزاً ثميناً بهدف نظيف خارج قواعده على مولودية الجزائر، ويبدو المسار شبه محسوم بتأهل أورلاندو وبيراميدز ليتقابلا في الدور نصف النهائي، ولكن تبقى كرة القدم مجنونة ولا يمكن استبعاد المفاجآت.
وفي مباراة أخرى مثيرة، حقق صنداونز الجنوب أفريقي فوزاً صعباً بهدف وحيد على ضيفه الترجي التونسي، ويبقى الحسم معلقاً بانتظار مواجهة الإياب، فمن سيحجز مقعده في المربع الذهبي؟
*اللهم أنصر الجيش السوداني والهلال فوق كل أرض وتحت كل سماء*
️ *اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيراً*
️ *الحمد لله الذي جعل الهلال ميقات للناس وتاج يزين هأَمات المآذن .*
Share this content: