🔵 *الهلال والأهلي: عندما تصنع التفاصيل الفارق*

🌀 *مـــــــوجة بحــــــــر*
🔵 *الهلال والأهلي: عندما تصنع التفاصيل الفارق*
✍🏻️ *خالدة البحــــــر*
في عالم كرة القدم، كما في الحياة، غالباً ما تكون التفاصيل الصغيرة هي التي تصنع الفارق. المباريات لا تُكسب بالحظ أو الموهبة وحدها، بل بالاهتمام بأدق الجزئيات، سواء داخل الملعب أو خارجه. كم من مرة كنا على وشك تحقيق إنجاز تاريخي، ثم تعثرنا في اللحظات الأخيرة بسبب إهمال تفصيل بسيط؟ كم من بطولة كانت في متناول أيدينا، ثم أفلتت بسبب أخطاء متكررة؟
للأسف، يبدو أننا لم نستوعب بعد دروس الماضي. نكرر نفس الأخطاء، وكأننا نسخ كربونية من أنفسنا، رغم تغير الأشخاص والظروف. لدينا ميل غريب إلى التطرف في ردود أفعالنا؛ نفرح بشكل مبالغ فيه عند الفوز، وكأننا حسمنا البطولة بالفعل، ثم نهمل الاستعداد للمرحلة التالية. أو نستسلم لليأس عند الهزيمة، وكأنها نهاية العالم، بدلاً من التعلم من أخطائنا والتحضير للمعركة القادمة. هذا التذبذب بين الفرح المفرط واليأس المطلق يمنعنا من التطور والتقدم.
ها نحن نقف مجدداً أمام اختبار صعب، مواجهة الأهلي المصري في الأول من أبريل بالقاهرة. هذه المواجهة ليست غريبة علينا، فقد تكررت كثيراً في السنوات العشر الأخيرة. للأسف، غالباً ما ندخل هذه المباريات ونحن مهزومون نفسياً، مشتتين بأمور جانبية، مثل الانشغال بنظرية المؤامرة، والحديث عن تحيز الاتحاد الأفريقي للأهلي. لقد استغل الأهلي هذا الضعف النفسي لدينا ببراعة، وساعدناه بكل سذاجة في ذلك.
حان الوقت لتغيير طريقة تعاملنا مع هذه المواجهة. يجب أن تكون مباراة الأول من أبريل بداية التحول. أمامنا أيام معدودة، يجب أن نركز فيها على هدف واحد فقط: التأهل. لقد حسمت قضية ملعب مباراة الإياب، ولا داعي لإضاعة الوقت في الجدل حولها. يجب أن نضع كل الخلافات جانباً، وأن نتوحد خلف هدف واحد.
تغيير الحكم الموريتاني، استجابة لطلب النادي الأهلي، أمر طبيعي نظراً لمشاركة الهلال في الدوري الموريتاني. هذا الخطأ يقع على عاتق الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (الكاف) منذ البداية. وإذا كان الهدف من هذا التعيين هو إثارة البلبلة وزعزعة الاستقرار النفسي للهلال، فعلينا أن نفوت هذه الفرصة.
أما بالنسبة للحكم التشادي، فإذا كانت إدارة الهلال ترغب في تغييره، يمكنها تقديم طلب رسمي للكاف، مع الإشارة إلى دعم تشاد للمليشيات المتمردة ضد الجيش السوداني، مما قد يؤثر على حيادية الحكم. يجب أن ننتظر قرار الكاف، وأن نكون مستعدين لجميع الاحتمالات. في حال الرفض، يجب أن نطلق حملة إعلامية قوية، ولكن متزنة، للضغط على التحكيم ليكون عادلاً ومنصفاً. يجب أن نبتعد عن لغة التخوين والاتهامات، وأن نركز على إبراز قيم الروح الرياضية والتسامح. يجب أن نؤكد أن الرياضة تجمع ما تفرقه السياسة، وأن الحكم يجب أن يكون محايداً تماماً، ولا يتأثر بأي اعتبارات سياسية.
بالإضافة إلى ذلك، يجب توعية اللاعبين بقواعد التحكيم، وتثقيفهم حول حالات تقنية الفيديو المساعد (VAR)، وكيفية طلب مراجعة القرارات التحكيمية. يجب أن يتم ذلك بطريقة هادئة ومهنية، بعيداً عن أي توتر أو انفعال، مما يضمن احترام الحكم والتزامه بالنزاهة.
يجب أيضاً التطرق إلى موضوع التحكيم في المؤتمر الصحفي الذي يسبق المباراة، وفي الاجتماع الفني التقليدي، وذلك من خلال رسائل موجزة وقوية، تهدف إلى تسليط الضوء على أهمية التحكيم العادل، والضغط على الحكام ليكونوا على قدر المسؤولية.
الاستعداد النفسي الذي طالما طالبنا به، والذي غالباً ما يتم إهماله، هو الآن أكثر أهمية من أي وقت مضى. مباراة الأهلي تتطلب إعداداً نفسياً خاصاً، ليس فقط للاعبين، بل للجهاز الفني والإداري بأكمله. يجب أن نؤمن بقدرتنا على الفوز، وأن ندخل المباراة بثقة وإصرار، متخلصين من أي عقدة نقص أو خوف.
لحسن الحظ، هناك جانب إيجابي يمكننا استغلاله. انشغال الإعلام المصري بأحداث مباراة القمة المصرية وانسحاب الأهلي يوفر لنا فرصة ذهبية للتركيز على استعداداتنا. يجب أن نستغل هذا الإهمال من جانبهم، وأن نبدأ في ترتيب أمورنا بشكل جيد.
يجب أن نبدأ بالتخطيط المبكر لرحلة البعثة إلى مصر، سواء كانت قبل المباراة بأيام قليلة أو طويلة. يجب تحديد مكان الإقامة والتدريب، وضمان توفير بيئة مريحة للاعبين. يجب إبعاد اللاعبين والجهاز الفني والإداري عن أي فوضى أو لقاءات إعلامية غير ضرورية، أو زيارات مهما كان الزوار، وأن يكون القرار صارماً وحازماً في هذا الشأن.
إذا أردنا تحقيق العبور، يجب أن نتكاتف جميعاً، لاعبين وجهازاً فنياً وإدارة وجماهير، وأن نعمل بجد وإخلاص لتحقيق هذا الهدف.
*اللهم أنصر الجيش السوداني والهلال فوق كل أرض وتحت كل سماء*
️ *اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيراً*
️ *الحمد لله الذي جعل الهلال ميقات للناس وتاج يزين هأَمات المآذن .*
Share this content: