آراء

السلطان حسن برقو… رجل المواقف والإنجازات الذي أربك حسابات الفساد

السلطان حسن برقو… رجل المواقف والإنجازات الذي أربك حسابات الفساد

كتب : ابراهيم علي عثمان

في كل مرة تشتد فيها معركة النزاهة ضد الفساد، يخرج رجل بقامة السلطان حسن برقو شامخًا، لا يملك سوى سلاح المبدأ وحصانة المواقف، ليتلقى السهام نيابة عن رياضة وطن أنهكتها الموازنات السياسية والمصالح الضيقة. برقو ليس مجرد إداري عابر في مشهد الكرة السودانية، بل حالة وطنية تستحق الوقوف عندها كثيرًا، خاصة وهو يواجه حملة منظمة تحاول اغتيال شخصيته، بقيادة صحفيين ونافذين يرون في نزاهته خطرًا على امبراطوريتهم القديمة.

برقو الذي تبرع مؤخرًا بمليارين ونصف لصالح نادي الزمالة في موقف قلّ أن يُرى في ظل هذه الظروف الاقتصادية، هو ذاته الرجل الذي حرك المياه الراكدة في محكمة كاس الدولية، حين تقدم بثلاث قضايا تاريخية تمس شرعية الاتحاد السوداني لكرة القدم. وبدلاً من أن يحتفي الوسط الرياضي بشجاعته القانونية، خرجت نفس الأبواق القديمة، وبتحريض واضح من أسامة عطا المنان، لتعيد ذات الأسطوانة المشروخة: “برقو غير سوداني”، “برقو فاسد”، “برقو يحرك أجندة خارجية”… في محاولات يائسة لإسقاط من لا يسقط.
ما لا يعرفه خصومه أن السلطان لم يكتفِ بالمرافعة، بل سدد أكثر من 140 ألف دولار من جيبه الخاص كرسوم قضايا كاس بعد أن تهرب الاتحاد من دفعها، محاولًا إفشال السير القانوني. لكنه، كما عوّدنا، حمل الملف كاملًا على عاتقه وسلّمه لمحامين محترفين تابعوا الإجراءات حتى تحددت جلسات الاستماع. برقو لا يحارب بالبيانات، بل بالوثائق، وقد قالها صراحة: “أمتلك مستندات قد تؤدي إلى تجميد النشاط الرياضي بالسودان، ولكنني أضع الوطن فوق الحسابات”.

هذا الرجل الذي نقل مئات الأسر النازحة من مناطق النزاع إلى بر الأمان، الذي ظل يُسيّر القوافل والدعم للمحتاجين دون كاميرات ولا بيانات إعلامية، أصبح اليوم هدفًا لحرب التشويه لأنه تجرأ وقال لا. في زمن يصمت فيه كثيرون، برقو يتكلم. وفي وقت تباع فيه المواقف، السلطان يشتري الوطن بعرق جبينه.

هذه ليست معركة انتخابية، بل صراع بين من يريدون الكرة السودانية رهينة للشلليات، وبين رجل يؤمن أن القانون يجب أن يسمو على الأشخاص. فمن كان يحمل هذا الثقل من الإنجازات، لا تهزه الشتائم، بل تزيده رسوخًا.

السلطان برقو ليس بحاجة للدفاع، فكل ما فعله كفيل بأن يكتبه التاريخ بأحرف من نور، أما الآخرون فستغرق أسماؤهم في وحل المؤامرات الصغيرة.

شارك الخبر على:

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى