تقارير

الاتحاد السوداني.. إرث ريادي ضائع بين الفساد والإهمال

تقرير: الاتحاد السوداني.. إرث ريادي ضائع بين الفساد والإهمال

كتب : انور ابنعوف

يُعد الاتحاد السوداني لكرة القدم من أعرق الاتحادات في القارة الإفريقية، بل هو أحد ثلاثة اتحادات أسست الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (CAF) في خمسينيات القرن الماضي. هذا التاريخ العريق يفترض أن يمنح السودان مكانة ريادية على المستويين

الإداري والفني في القارة، لكنه للأسف بات يُذكر اليوم كمثال للفشل الإداري المزمن، وسوء التخطيط، والتقاطع بين المصالح الشخصية التي جعلت من الكرة السودانية جسداً هزيلاً منهكاً، لا يقوى على المنافسة ولا التطور.

*أين موقع السودان في خارطة الكاف؟*

بينما تقدمت دول كانت خلف السودان بعقود، لا يزال الاتحاد السوداني عاجزاً عن بناء ملعب واحد يطابق المواصفات الدولية. المنتخبات الوطنية تُعاني من ضعف الإعداد، وسوء البنى التحتية، وانعدام الاستقرار الفني.

*شللية، محاباة، وفساد*

الشللية داخل الاتحاد أصبحت سمة غالبة، تدير اللعبة بعقلية “التوازنات القبلية” لا المهنية. كثير من القرارات تتخذ بناءً على الولاءات لا الكفاءة، في ظل غياب تام للرؤية الاستراتيجية. الأندية تئن من الإهمال، والدعم المالي القادم من فيفا يُصرف بلا شفافية، والنتائج لا تتحدث إلا عن الفشل.

*لا بُنية تحتية.. لا رؤية.. لا طموح*

أين مشاريع التطوير؟ أين الملاعب؟ أين مدارس الكرة؟ لا يوجد ملعب واحد يليق بتمثيل السودان قارياً، ولا أي تخطيط لبناء منظومة تُنجب جيلاً جديداً من اللاعبين المؤهلين. في ظل هذا الإهمال، كيف يُمكن أن نحلم بتأهل للمونديال أو حصد بطولة إفريقية؟

*الجماهير تحب الأندية أكثر من المنتخب؟*

نعم، لكنها ليست خيانة وطن، بل خيبة أمل في اتحاد لا يعمل لمصلحة اللعبة. الهلال والمريخ نالا جماهيريتهما عبر الاجتهاد الذاتي، بينما المنتخب يضيع بين إدارات لا تهتم، ولا تسأل، ولا تحاسب.

*ختاما*

الاتحاد السوداني لكرة القدم اليوم ليس مؤسسة رياضية حقيقية، بل كيان تائه بين صراعات المصالح. ما لم يتم الإصلاح الجذري، والعودة إلى أساسيات العمل الرياضي الاحترافي، سيبقى السودان خارج المنافسة، وخارج التاريخ الرياضي الذي ساهم ذات يوم في صناعته.

شارك الخبر على:

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى