آراء

*محمد الشيخ مدني يكتب عن الرحيل المر للحاج سليمان دقق*

*محمد الشيخ مدني يكتب عن الرحيل المر للحاج سليمان دقق*

فقدت الأمة السودانية رجلا كان أمة في شخصه.. رحل الحاج سليمان دقق الرجل القيادي.. الرجل القدوة.. رحل جابر الخواطر.. حيث تحفظ له الذاكرة موقف في جبر الخواطر الذي إمتد حتى وصل الي العمل العام لا ولن أنساه أبدا..
اتذكر انه وعندما كان رئيسا للإتحاد المحلي لكرة القدم بالأبيض.. كانت اللجنة الإدارية قد إتخذت قرارا مثيرا للجدل في شكوى ضد أحد الأندية.. استأنف النادي المتضرر لمجلس الإدارة الذي رأسه وقتها فقيدنا العزيز آنذاك.. لم يشأ أن ينقض قرار لجنته الفرعية حتى لا يكسر خاطرهم.. ولأنها قضية مثيرة للجدل أراد أن يطمئن على قراره.. إتصل بي تلفونيا وكنت وقتها رئيسا للجنة الإستئنافات العليا بالإتحاد العام لكرة القدم.. َبعد أن أطلعني على تفاصيل الشكوى سألني: لو إنه هو قام بتأييد قرار اللجنة الفرعية.. ووصل الإستئناف للإتحاد العام.. هل ستؤيد لجنة الإستئناف قرار مجلسه ؟!
قلت له: والله يا حاج لو جئتنا بقرارك المؤيد للجنتك الإدارية دا فلن يأخذ منا أكثر من خمس دقائق مداولات لننقضه.. فرد علي ضاحكا: يا زول نحن لجنتنا ما بنكسر خاطرها.. وسنؤيدها وأنتو أعملوا فينا كلنا الدايرنو..!!
رحل مواصل الأرحام.. رحل الوجه الضاحك الصبوح.. رحل أخو الأخوان.. رحل الرجل الرياضي المطبوع.. رحل الرجل المتواضع الذي كان يتعامل مع كل أعضاء البعثات الرياضية التي رأسها كأخ.. وكزميل.. وكفرد واحد منهم.. كان يبدأ هو بحمل شنط البعثة في المطار ليشجع اللاعبين ليحذوا حذوه.. رحل الرجل الذي كان يقدر ويجسد العشرة الطيبة.. كان يستضيف أي وفد وأي فريق وأي مجموعة تصل الي الأبيض ويعمل ويسهر على خدمتهم بنفسه.. لا يغمض له جفن حتى يتأكد أن كل ضيوف مدينة الأبيض في راحة تامة وبمتابعة شخصية منه حتى وقت نومهم.. كان منزله العامر قبلة لكل ضيف على مدينة الأبيض.. لو تمثلت الشهامة في هيئة رجل يمشي على قدمين لكان ذلك الرجل هو الحاج سليمان دقق.. ولعل أروع ما في الأمر أنه لم يكتسب كل تلك الصفات الحميدة إكتسابا.. وإنما كان يتصف بها جميعها بالفطرة.. لم يتكلف او بتصنع أيا منها.. رحمه الله رحمة واسعة وتقبله قبولا حسنا.. وأسكنه الفردوس الأعلى.. مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.. ولعل عزاءنا أنه خلف من بعده أبناء صالحين يدعون له.. وعلى دربه سائرون.. ولذلك لن ينقطع عمله في هذه الدنيا بعد رحيله المر.

*محمد الشيخ مدني*

شارك الخبر على:

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى