الهلال بين مطرقة الأخطاء وسندان التحديات الأفريقية

مـــــــوجة بحــــــــر
الهلال بين مطرقة الأخطاء وسندان التحديات الأفريقية
بقلم || خالدة البحــــــر
لم تكن نتيجة المباراة مفاجئة، فمباريات القمة لطالما شهدت هذا السيناريو يوم يفوز الهلال، ويوم آخر يفوز المريخ، وقد تنتهي بالتعادل. هذه هي طبيعة مباريات القمة، بل وطبيعة كرة القدم بشكل عام.
لكن ما يدعو للقلق هو تكرار نفس السيناريو والأخطاء المُمَنهَجة في العديد من مباريات الهلال المهمة.
بدايةً، يتضح غياب التحضير النفسي والذهني والتكتيكي للفريق. فمنذ بداية المباراة، شعر المشاهدون بأن اللاعبين دخلوا الملعب دون هدف واضح.
وقد عكس طرد ياسر جوباك، وتبعه طرد الحارس عيسى فوفانا، غياب التحضير والتهيئة النفسية والذهنية للمباراة.
على الرغم من النقص العددي، أهدر مهاجمو الهلال العديد من الفرص السانحة للتسجيل، مما يُظهر خللاً واضحاً في المنظومة الهجومية للفريق. هذا الخلل يتكرر بشكل ملحوظ، حيث يفشل اللاعبون في استغلال الفرص السهلة أمام المرمى، ولم يتم اتخاذ أي إجراءات لتصحيح هذا الأمر. من ناحية أخرى، ورغم أن الهلال كان يلعب بتسعة لاعبين فقط، إلا أنه تمكن من الوصول إلى مرمى المريخ وتهديده بأكثر من فرصة خطيرة، مما يشير إلى ضعف في أداء المريخ.
أثبت هدف المريخ مجدداً الخلل الدفاعي المتكرر في صفوف الهلال، والذي يتجلى في سوء التمركز والتغطية. هذا السيناريو يتكرر دون معالجة، حيث ارتكب اللاعبون (خاديم، أرنق، بوغبا، الحاج ماديكي) أخطاءً واضحة في التمركز. خاديم وأرنق والحاج ماديكي كانوا في مواقع سيئة للغاية، وبدا أنهم يفتقرون إلى الإحساس بالمكان وحركة لاعبي المريخ. الحاج ماديكي تحديداً، رغم نقص فريقه العددي وصعود عدد من لاعبي المريخ لتنفيذ الركنية، اكتفى بالوقوف دون تغطية أو مهام محددة، مما جعل التواجد ستة لاعبين من المريخ مقابل سبعة من الهلال دون تغطية او رقابة عليهم ، بوغبا أيضاً كان مسؤولاً عن هذا الخطأ، حيث أخطأ في تقدير مكان سقوط الكرة، وتقدم خطوتين لتسقط الكرة خلفه، وتصل إلى لاعب المريخ الذي استغلها لتسجيل الهدف.
سوء تمركز اللاعبين الذين يلعبون معاً منذ فترات طويلة، تحت قيادة مدرب ثابت طوال هذه الفترة، أمر غير مقبول وخطير للغاية، ودائما يكلف الفريق إضاعة مجهود وخسارة نتائج المباريات.
شهدت المباراة أداءً متبايناً من الفريقين. ففي حين أظهر فلوران قدرة على إدارة المباراة بتكتيك جيد رغم النقص العددي في صفوف فريقه، إلا أن ذلك قد يُعزى أيضاً إلى ضعف أداء المريخ الذي ارتكب أخطاءً دفاعيةً فادحةً، وبدا لاعبوه تائهين في الشوط الثاني. في المقابل، عانى المريخ من مشاكل ذهنية وتكتيكية، حيث لم يكن مدربه ميشو مستعداً ومتوقعاً لسيناريو الذي حدث في المباراة، وبدأ لاعبوه مرتبكين وغير قادرين على استغلال الفرص المتاحة. في النهاية، يمكن القول إن المباراة شهدت أخطاءً من كلا الفريقين، وأن أداء فلوران قد يكون جيداً في ظل الظروف الصعبة، ولكن يجب الأخذ في الاعتبار ضعف الخصم.
موجة:
السيد العليقي، بصفتك نائب رئيس مجلس إدارة نادي الهلال ورئيس القطاع الرياضي، يجب أن تعلم أن التحكيم لم يكن السبب الرئيسي في هزيمة الفريق. المسؤولية الأولى تقع عليكم وعلى طريقة إدارتكم للقطاع الرياضي.
والرسائل والانتقادات الموجهة للسيد العليقي ليست لأمر شخصي، إنما لأنه المسؤول الأول عن القطاع الرياضي.
بالإضافة إلى ذلك، يتحمل الجهاز الفني بقيادة المدرب فلوران جزءًا كبيراً من المسؤولية، حيث استمر في تطبيق أسلوب لعب عقيم أضر بالفريق بشكل ملحوظ، وقد تجلى ذلك بوضوح في مباراة القمة أمام المريخ. هذا الأسلوب يعتمد على ترك الكرة للمنافس، مما يضع ضغطاً مستمراً على لاعبي الهلال. في مباراة لعبها الفريق بتسعة لاعبين، كان من الضروري الاحتفاظ بالكرة لأطول فترة ممكنة، لاستنزاف الوقت وإرهاق المنافس، مع استغلال الفرص المتاحة للهجوم المباغت. على الرغم من أن المريخ كان في أسوأ حالاته، إلا أن الهلال سمح له بالاستحواذ على الكرة ومحاصرته. صحيح أن هذا الحصار لم يكن فعالًا في البداية، إلا أن الضغط المتواصل أثمر في النهاية عن فرصة استغلها المريخ لتسجيل هدف الفوز.
موجة ثانية :
سؤال آخر يطرح نفسه: أين المعد النفسي يا سيد العليقي؟ فقد أظهرت العديد من المباريات حاجة اللاعبين، ومعهم المدرب فلوران، إلى إعداد نفسي قبل المباريات. كما أن تكرار إضاعة الفرص السانحة والأخطاء الدفاعية وسوء التمركز المتكرر، الذي تم ذكره سابقاً، لم تتم معالجته حتى الآن.
بالإضافة إلى ذلك، فإن كثرة التدوير في تشكيلة اللاعبين دون وجود رؤية واضحة أو أسلوب لعب محدد يُعتمد عليه، يجعل هذا التدوير غير فعال. ففلوران يعاقب اللاعب المتألق بإجلاسه على مقاعد البدلاء، بينما يكافئ اللاعب الذي ظل مهملاً لفترة طويلة بإشراكه في مباراة مهمة ومصيرية دون تهيئته بشكل كاف، مما يؤدي إلى ارتكابه أخطاءً كارثية.
موجة ثالثة:
في سابقةٍ تثير الاستغراب، يُطل علينا السيد العليقي بمفاجأة من العيار الثقيل، حيث يُكرّس تقليداً جديداً بصرف مكافآت ما بعد الهزيمة! وكأنّ الهزيمة لم تكن كافية، يُصرّ سيادته على تحميل التحكيم مسؤولية الإخفاق، ويُعلن ببراءة أن اللاعبين لم يقصروا. يا له من منطقٍ عجيب! هل يعني هذا أننا في المباريات القادمة سنشهد مهرجاناً من البطاقات الحمراء، ليكافئ اللاعبون على طردهم، وتُعلّق الهزائم على مشجب التحكيم؟”
موجة رابعة :
المباراة عموما كان عنوانها التناقضات، كان المريخ في أسوأ حالاته، والهلال منقوصاً من لاعبين. ومع ذلك، كان الفوز في المتناول! تخيلوا، تسعة لاعبين فقط كانوا قادرين على هزيمة فريق يعاني الأمرين، لو كان هناك من يُدير المباراة بحنكةٍ واقتدار. يا لها من فرصة ضائعة!.
موجة خامسة:
في النهاية لا يقتصر نظرنا على مباراة القمة أمام المريخ، بل يتجاوز ذلك إلى ما هو أبعد، إلى المواجهة المرتقبة بين الهلال والأهلي المصري في ربع نهائي دوري أبطال أفريقيا. يا ترى، كيف سيكون حالنا ونحن نغرق في دوامة الأخطاء المتكررة، دون أن نسعى لإصلاحها، مكتفين بتبريرات واهية وأعذارٍ لا تُقنع أحداً؟
لتجنب ذلك، يجب تعيين معد نفسي متخصص لتهيئة اللاعبين للمباريات المهمة، ومراجعة شاملة لأسلوب اللعب، وتطوير خطط تكتيكية أكثر فعالية. كما يجب تصحيح الأخطاء الدفاعية والهجومية من خلال التدريبات المكثفة، ووضع معايير واضحة لتدوير اللاعبين، وتجنب التغييرات العشوائية في التشكيلة. وأخيرًا، يجب تقييم أداء الجهاز الفني والإدارة الرياضية، واتخاذ القرارات المناسبة لضمان تحسين الأداء.
يجب على إدارة نادي الهلال والجهاز الفني تحمل مسؤولية تدهور الأداء، واتخاذ خطوات جادة لتصحيح الأخطاء. الجمهور يتطلع إلى رؤية فريق قوي ومنافس، قادر على تحقيق النتائج الإيجابية في المباريات القادمة.
وتصوموا وتفطروا بالف خيييير
اللهم أنصر الجيش السوداني والهلال فوق كل أرض وتحت كل سماء
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيراً
الحمد لـله الذي جعل الهلال ميقات للناس وتاج يزين هأَمات المآذن .
Share this content: