وجيت أقول مبرووك عليك (15) ..

قزاز ورذاذ
محمد الطيب الامين
وجيت أقول مبرووك عليك (15) ..
أواصل في الحلقة (15) من قصة صديقي في ليلة زفاف حبيبته.
أداني (الجواز) بعد تفتيش طويل.
قلت ليهو : بكرة الصباح نمشي صالون الحلاقة ونجهز الصور ونستعد للسفر.
وقلت ليهو : صاحبنا دا رسل القروش وح نقطع التذاكر بدري بدري.
الحقيقة طبعاً صاحبنا ما رسل القروش ولا أنا اصلاً (نجضت) معاهو الموضوع.
قلت أضمن صاحبي دا بالأول.
المهم.
قال لي : ما بنسافر إلا بعد الجماعة ديل يجوا.
حسيت بيهو داير يتجرجر.
وأنا بعد دموع (أمو) في المستشفى والحالة الوصلت ليها (أختو) بالأضافة لحالة (الفلس) والديون الدخلنا فيها قلت تاني ح أغير معاهو تعاملي تماماً.
وما بسكت ليهو.
نحن خسرنا كل حاجة والسكوت ما منو فائدة تاني.
ومما طلعنا من حوادث أم درمان قررت (أردمو) بس .
وكنت بشوف إنو بعد كلام (أمو) القالتو ليهو في حوادث أم درمان ما في كلام تاني يتقال.
والزعلني أكتر إنو قاعد يتصل لقريبة العروس ، ثم إنو شفت رسايلو للعروس وكانت رسايل بليدة جداً.
الحمدلله إنها حظرتنا والله.
قلت ليهو : والجماعة أنت علاقتك شنو بجيتهم ؟
قال لي : المهم كلمتك.
قلت ليهو اسألك سؤال؟
كدا أفرض هسه الجماعة ديل وصلوا البيت.
اهاا وريني ح تعمل شنو؟
ح تمشي ليها تقول ليها حمدلله على السلامة؟
ولا داير تستقبلهم قدام البيت؟
قلت ليهو والله أنا شايف إنك تساعد روحك وتطلع من الحتة دي لأنو أنت عارف الزولة دي إتجاه واحد لو جات ولا ما جات واحد ، ولو عندك فهم إنو ممكن تقابلها أو ترجع تتونس معاك زي زمان والله بتكون بتغش في نفسك يا حبيب .
قال لي : أنت اصلاً الدخلك شنو تقول ليها تحظرني ؟ ولا داير تعمل فيها زول عاقل؟
كلمة (داير تعمل فيها زول عاقل دي) زعلتني جد جد.
زعلت جد.
وقربت أقول ليهو هي الحظرتك وأنا ما عندي دخل أصلاً.
قربت أقول ليهو كدا لكن تاني قلت ما في داعي.
إتماسكت في اللحظة الاخيرة وقلت ليهو : شوف خليك من عاقل ولا ما عاقل ، الزولة دي أنا بنصحها تعمل الصاح وعلاقتي بيها بتخليني أنصحها.
قال لي : الصاح شنو ؟
قلت ليهو : هي بقت (مرت راجل) ودي حقيقة ، عشان كدا الصاح ما تتواصل معاك وتحظرك وتحظر أي زول بعرفك ذاتو.
قلت ليهو أنت هسه (أختك) دي لو اتزوجت بكرة أنت بتقبل راجل يتصل عليها في شهر العسل؟
أنت لو إتزوجت بتقبل مرتك يتصل عليها راجل في شهر العسل أو غير شهر العسل؟
قال لي : المهم بنسافر بعد هم يجوا.
طلعت منو وشلت الجواز وأول ما طلعت إتصلت على (قريبة العروس) .
قلت ليها : الزول دا أنت ما كان تقولي ليهو الجماعة ديل جايين ولا تخشي معاهو في تفاصيل زي دي.
قالت لي : هو قال لي لما يجوا تمشي ليها في البيت وتديني ليها بالتلفون.
يا زولة؟
والله.
قلت ليها : وإنت فعلاً ح تعملي كدا؟
قالت لي : بسألها بالأول لو وافقت بتصل عليهو لو ما وافقت ما بتصل.
قلت ليها : إنت وين هسه؟
قالت لي : في البيت.
قلت ليها نص ساعة كدا وأطلعي لي في محل الطعمية.
مشيت عليها قلت ليها : طلعي تلفونك وأحظري الزول دا هسه .
قالت لي : اصلاً فكرت أحظرو.
قلت ليها : ما تفكري أحظريهو هسه بدون تفكير.
تفتكري قريبتك دي هسه لو عرفت إنت متواصلة معاهو ودايرة تديها ليهو بالتلفون تفتكري إنها ح تحترمك تاني ؟
قالت لي : لا.
قلت ليها خلاص : دا موضوع إنتهى.
زولة عرست ومشت تاني لا في تلفون ولا في إيميل.
هي لو عايزة تتصل عليهو على كيفها لكن أنت ما تدخلي وسيط بين (مرت راجل وزول كانت بينهم علاقة).
قالت لي : تمام.
المهم..رجعت البيت وإتصلت على صاحبنا بره السودان.
قلت ليهو بكرة حول القروش، وأنا إستلمت الجواز وشكلو إقتنع بالسفر .
قال لي : بحول بعد بكرة.
تمام تمام.
الصباح مشيت الجوازات.
عندنا صاحبنا شغال هنالك.
حكيت ليهو ملامح من القصة لأنو كنت عايزو في خدمة.
(واسطة) عديل.
أقول (واسطة) مع إني أكره الواسطة جداً والناس من حولي يعرفون أنني عدو الواسطة.
وفي الوسط الرياضي والوسط الفني الحمدلله علاقاتنا لو رفعت حجر بتلقى زول.
وكلهم ناس خدومين شديد.
لكن الحمدلله في حياتنا ما إحتجنا للواسطة اصلاً.
ودا بفضل الله.
لكن في موضوع العُمرة فتشت للواسطة عديل.
صاحبنا في الجوازات قلت ليهو (فلان) ماشي عُمرة وأنا المفروض أمشي معاهو لكن ما داير أمشي.
ح أخلي (أمو) تمشي معاهو.
قلت ليهو (أمو) ما عندها جواز.
ونحن محاصرين بي زمن.
وخايفين إنو يغير رأيو في أي لحظة.
كل المطلوب منك تختصر لينا الزمن عشان نستلم الجواز سريع سريع.
قال لي : أبشر .
رجعت البيت لقيتو هو لسه نائم.
فتحت الموضوع مع (أمو) .
قلت عشان ما تحلف لي لازم أقنعها بأسباب قوية .
قلت ليها : عايني يا خالتي نحن الليلة ماشين لقريب تلاتة أسابيع.
وأنا في التلاتة أسابيع دي كلها يمكن مشيت الشغل أربع مرات.
وحاولت أقول لناس الشغل يدوني إجازة شهر أمشي معاهو العُمرة لكن رفضوا.
عشان كدا إنت تمشي معاهو.
وأنا لو أدوني إجازة بحلقكم.
أمو قعدت تبكي.
بكا شديييييد.
قالت لي : لا تمشي أنت .
قلت ليها : مستحيل ما ح يخلوني أمشي.
والغياب بتاعي في الأيام الفاتت حسبوهو لي إجازة سنوية.
وتاني أي غياب ح أفقد شغلي.
المهم .. بعد تعب إقتنعت.
قلت ليها : طيب في قروش إحتمال تجي بكرة أول ما اصرفها بجيك نمشي الجوازات نطلع الجواز .
قالت لي : لالا أنا ببيع دهبي ، صاحبكم قال برسل لصاحبك وانا قروشي بدبرها براي .
ما نضغط على صاحبكم كفاية هو متكفل بسفر صاحبك.
قلت ليها : لا صاحبنا قال العُمرة (أنا وولدك) يعني هو متكفل بينا الأتنين .
المهم .. مرة توافق ومرة تقول إلا تبيع الدهب العندها.
قلت ليها ما تكلمي زول إنك ماشة العُمرة.
وطلعت مشيت.
الحالة العامة لصاحبي كانت مستقرة لحد كبير.
و(الحبوب) عملت مفعول واضح على مستوى الهدوء والأكل.
الحبوب دي للناس البعرفوها فعلاً هي حبوب خطيرة وبتعالج حتى الناس العندهم نفسيات أو الناس (الشبه مجانين).
أخر اليوم غشيتهم في البيت.
لقيت الوضع مستقر.
(أمو) طلعت معاي الشارع ومن طرف التوب طلعت ليها (كيس أسود) فيهو (ربطة بتاعت قروش).
قالت لي : أمسك.
هبشتها لقيتها قروش.
قلت ليها : دي لشنو ومن وين؟
قالت لي : بعت الدهب وممكن نمشي العُمرة نحن التلاتة سوا.
قلت ليها : يا أمي أنا كلمتك إني ما بقدر أمشي والله.
والعُمرة دي هدية من صاحبنا إنتو ما ح تطلعوا ولا قرش من جيوبكم.
هو عامل ليكم العُمرة هدية.
وأول ما تصلوا السعودية بتلقوهو منتظركم.
قلت ليها : القروش دي خليها معاك الصباح أرجعي للزول يرجع ليك (دهبك) ويشيل قروشو.
قالت لي : والله ما برجعها ولا بشيلها منك.
لو ما ماشي العُمرة خليها سدد بيها الديون.
يا حاجة : بشيلها منك خليها معاك لما تجوا من العُمرة نعمل ليكم بيها كرامة وسلامة.
قالت : لا.
شلت القروش ومشيت.
اليوم البعدو مشينا الجوازات بدري شديد (أنا وهي) .
عملت الصور والأمور كلها تمام.
دخلنا مكتب صاحبي الفي الجوازات نوريهو إنو خلصنا ونذكرو إنو يستعجل لينا الجواز في اليومين دي.
لقيتو في المكتب ما في.
قلت للحاجة أقعدي.
قعدنا في المكتب ومنتظرين.
والله العظيم يا جماعة بعد دقيقة دقيقتين أشوف ليك (العروس والعريس) داخلين على صالة الجوازات.
أنا في الأول قلت دا شبه ساكت.
عاينت للولد المعاها شايف (الحِنة) في يدو.
عاينت ليها .. ياها ذاتا.
عباية وشنطة يد والرأس مغطى بالطرحة لكن الوش كاشف.
بعاين وما مصدق عيوني.
بعاين ليهم من ورا قزاز شباك المكتب.
لما مشوا قدام شوية فتحت الباب عشان أتاكد أكتر.
فعلاً والله ياها ذاتا.
أنا ما حصل شفت العريس ولا بعرفو.
لابس ليهو تشيرت أبيض وبنطلون أسود وإسبورت أبيض.
قعدوا في الكرسي قدام وأنا من خلفهم في آخر الصالة بعاين.
حصلت لي خلعة ومفأجاة حقيقية.
والصالة كلها إنفجرت عطر.
وعطر العروس دائماً فاضح ولا يمكن حجبه.
عطر العروس ما بمروق من المحل.
عطر العروس (لايوق) جداً وكذلك (الحِنة) .
الشاعر الجميل عاطف خيري قال :
أمرق على مهلك
مروق الحِنة من ضفر العروس
وأصعد على مهلك
صعود البذرة
والروح والشموس.
العطر فضاح وله إفتضاح.
المهم .. أنا إتوقعت أي حاجة في الدنيا دي لكن ما إتوقعت إنو أشوف صديقتنا العروس في جوازات بانت بصحبة زول تاني غير صاحبي.
دنيا والله.
براحة سحبت الحاجة وطلعنا من الجوازات وما وريتها إنو (فلانة) جات مع زوجها.
مشينا وحتى صاحبي القعدنا في مكتبو ما إنتظرتو والله.
ونحن في السكة كنت متألم وما سعيد والله.
ما عارف ليه.
جاني إحساس مؤلم جداً.
يمكن إتذكرت صاحبي ويمكن عشان أول مرة ألمح صديقتنا العروس بعد الزواج.
ويمكن عشان ما إتعودت أشوفها مع راجل غريب.
مع إنو دا بقى زوجها عديل.
صاحبي هو البقى غريب بعد ما كان أقرب قريب.
ويمكن عشان ما إتوقعت إنو يجي يوم أقابل فيهو أعز صديقة وما أقدر أسلم عليها ولا أقدر أعاين ليها في وشها.
أصابني ألم كبير للأمانة.
إتذكرت سنوات من الضحك المعافى والعشرة الطيبة.
إتذكرت بت إتشكلت على يدنا وكبرت وبقت عروس.
إنها الأيام التي يداولها الله بين الناس.
العبرة بالخواتيم يا صديقي.
والنهايات هي الفيصل.
المهم .. يومين والجواز طلع.
وهو لسه ما عارف إنو (أمو) ح تمشي معاهو.
كلمنا (أختو) وفرحت فرح لا حدود له.
والأم كلمت (عمو) و(خالو) والناس القريبين منها.
المهم.
بعد صلاة العشاء وأنا في بيتنا وبعد يمكن (19) يوم جاتني مكالمة من صاحبي دا.
فلان يتصل بك.
حسيت بخلعة وحسيت بي كم شعور كدا.
كل الفترة الفاتت دي نهائي ما حصل إتصل على.
يمكن عشان كنت معاهو أغلب الزمن.
إتصالو لي دا أنا إستقبلتو بإحساس غريب.
زول أنا معاهو 24 ساعة المفروض لما يتصل علي ما أندهش ولا أستغرب.
لكن حقيقة إتصالو فرحني وريحني جداً.
وحسيت إنو صاحبي (رأسو جا).
وفي نفس الوقت كنت خايف يكون سمع إنو مشينا الجوازات.
المهم.
أول ما فتحت الخط قلت ليهو : الووو
قال لي : يعني أنت ما حاظرني ؟
قلت ليهو : لالا لكن أديني أيام بس ، ح أحظرك وأقطع علاقتي بيك وبأي زول بعرفك.
قال لي : الجماعة وصلوا البيت.
قلت ليهو : ياتو بيت ؟
قال لي : هنا في بيتهم.
وأنت عرفت كيف؟
قال : لي عادي.
هو شنو العادي ؟
قال لي : جوا أي.
قلت ليهو : والله كويس بركة الجوا.
مع السلامة مع السلامة.
دورت مشيت ليهو في البيت.
والله يا جماعة لقيتو (مرتاح نفسياً).
ماشاء الله تبارك الله.
لا عرفت الراحة دي بسبب الحبوب ولا عرفتها بسبب إنو العرسان جوا.
ما جبت ليهو سيرة العرسان ، طوالي خشيت ليهو في موضوع العُمرة.
قلت ليهو غالباً السفر بعد بكرة.
قال لي : الله يسهل.
ولحدي اللحظة دي هو ما عارف إنو أنا ما ماشي معاهو.
المهم .. قلت ليهو كدا دقيقة تلفونك.
قال لي : عارفك داير تشوف الكلمني منو إنو الجماعة جوا.
قلت ليهو : أي والله.
قال لي : كلمتني فلانة.
فلانة دي واحدة من صاحبات العروس.
قلت ليهو عاين يا الحبيب لو قعدت تتواصل مع البنات ديل ح تتعب تاني والله.
الزولة دي بقت عندها حياة وبيت لو أنت زول (حسود وحاقد) ح تفرتق البيت دا.
وأنا بعرفك أنت زول راجل وقلبك نضيف.
َوما أظن أنت عندك شك إنو الزولة دي تستاهل كل خير.
المهم .. طنش كلامي.
بس أنا حسيت رجعت العروس من شهر العسل خففت عنو كتير.
وكان بتكلم معاي كتييير، كلام زول نزل منو هم كبير.
وعلى العكس تماماً أنا كان قلبي مقبوض بسبب العروس الشفتها في الجوازات.
جات الجوازات عشان تبدأ أول خطوات الرحيل من السودان.
أو هكذا تبدو الأمور.
ح أقيف لحدي هنا وباكر أواصل إن شاء الله.
حلقة بكرة ح نكشف فيها السبب الذي حال دون زواج صديقي من صديقتي رغم هذا الحب الذي إمتد لسبع سنوات.
و……….
وجيت أهنيك وأصافحك وجيت أقول مبرووك عليك 💔💔
Share this content: