
كاشان..الصراع من أجل الحياة
ضوء القمر
عبد العليم مخاوي
كاشان..الصراع من أجل الحياة
*في ذاكرة جماهير الهلال العريضة، تبقى أسماء كثيرة حفرت حضورها بأحرف من نور، ومن بينها اسم الحارس الأسبق عبد الرحيم كاشان، الذي دافع عن العرين الأزرق بكل ما يملك من شجاعة وبسالة، وكان رمزًا للإخلاص والروح القتالية العالية.
*لكن القدر شاء أن يعيش كاشان اليوم معاناة قاسية تفطر القلوب، بعد أن أصيب برصاصة في رأسه أطلقها مرتزقة مليشيا الدعم السريع الإرهابية أثناء الأحداث المؤسفة التي عصفت بالبلاد، ليبدأ رحلة علاج طويلة ومؤلمة امتدت لأشهر، أجرى خلالها أربع عمليات جراحية دقيقة، وما زال رأسه مفتوحًا حتى اللحظة بسبب ضيق ذات اليد وعدم توفر الإمكانيات اللازمة لاستكمال العلاج.
*القصة لم تكن لتصل إلى الرأي العام لولا مبادرة الأخ الأصغر الزميل عمر الطيب الأمين، الذي بادر بالبحث عن كاشان بعد سماعه بمعاناته، وذهب بنفسه ليقف على حالته، فوجد الحارس الأسطوري في وضع صحي صعب، يكابد الألم بصمت في ظل أوضاع معيشية صعبة، بعيدًا عن الأضواء وعن تلك الجماهير التي كانت تهتف باسمه يومًا في مدرجات الهلال.
*الزميل عمر الطيب لم يقف مكتوف الأيدي، بل أطلق نداءً إنسانيًا مؤثرًا، ناشد فيه جماهير الهلال والرياضيين عمومًا بأن يقفوا إلى جانب كاشان، وأن يردوا له ولو جزءًا بسيطًا من جميل عطائه، فهو الذي بذل العرق والدماء دفاعًا عن شعار الأزرق في أيام كانت فيها الملاعب تموج بالحماس والتحدي، وهو الذي وقف صامدًا بين الخشبات الثلاث في أصعب اللحظات.
*وهنا يبرز السؤال المؤلم: هل يُعقل أن يعيش أحد أبناء الهلال الأوفياء هذه المعاناة دون أن يجد من يمد له يد العون؟
*إن الوفاء للأوفياء هو ما يميز الهلال وأهله عبر الأجيال، والهلالاب لطالما عُرفوا بكرمهم وتكافلهم، لذلك فإن هذه المحنة تمثل اختبارًا جديدًا لقيم الأسرة الهلالية التي طالما تباهت بتماسكها ووقوفها خلف أبنائها في كل الظروف.
*من هذا المنطلق، فإننا نتوجه بمناشدة صادقة إلى رئيس نادي الهلال هشام السوباط، ونائبه المهندس محمد إبراهيم العليقي، وإلى كبار رموز الهلال من الرؤساء السابقين طه علي البشير، والأمين البرير، وأشرف الكاردينال، وكل رجال الهلال الأوفياء في الداخل والخارج، أن يبادروا بتبني مبادرة عاجلة لعلاج الحارس عبد الرحيم كاشان، وإعادته إلى الحياة الكريمة التي تليق بتاريخه وعطائه.
*كما نناشد نجوم الهلال الحاليين والسابقين، والروابط والجماهير المنتشرة داخل السودان وخارجه، أن يساهموا بما يستطيعون في دعم هذا الملف الإنساني النبيل، وأن يجعلوا من قضية كاشان قضية رأي عام أزرق، لأن الهلال ليس مجرد نادٍ رياضي، بل كيان إنساني كبير يتوارث أبناؤه قيم الوفاء والعطاء جيلاً بعد جيل.
*إن عبد الرحيم كاشان لم يطلب مالًا ولا مجدًا، بل يطلب فقط حقه في العلاج والشفاء، بعد أن قدّم أجمل سنوات عمره في خدمة الهلال، ووقف بشجاعة في وجه الخصوم داخل الملعب، وها هو اليوم يقف وحيدًا في وجه الألم.
*فلتكن هذه الدعوة نداءً لكل من يعرف معنى الانتماء، أن نقف جميعًا مع هذا الرجل في محنته، وأن نعيد إليه بعضًا من الأمل والابتسامة التي غابت عن وجهه منذ شهور.
*رحلة كاشان ليست مجرد قصة لاعب سابق، بل قصة وفاء وإنسانية تختبر معدن الهلالاب، وتؤكد أن من حملوا الشعار يومًا لا يُتركون مهما تغيرت الظروف.
ولعل التفاف أهل الهلال حوله يكون بمثابة بلسم يخفف عنه الألم، ويعيد إلى الواجهة أجمل معاني التكافل والمحبة التي كانت دائمًا عنوانًا للبيت الأزرق الكبير.
*اللهم اشف عبدك عبد الرحيم كاشان
*اللهم ارحم امي عشة والسر وعز الدين وعبد العزيز وأسعد عمر وعمتي اللازمة وكل موتى المسلمين واغفر لهم واجعلهم من أصحاب اليمين
*اللهم انصر الجيش والمنتخب الوطني الأول والهلال فوق كل ارض وتحت كل سماء
شارك الخبر على: