مـــــــوجة بحــــــــر
بقلم:
خالدة البحــــــر
أعلن رئيس مجلس إدارة نادي الهلال، الأستاذ هشام السوباط، في تصريح مباشر للأستاذ خالد عز الدين عبر موقعه “football. net” عن استعداده لتقديم أي مبلغ مالي من أجل التعاقد مع مهاجم سوبر ينضم إلى صفوف الفريق. جاء هذا التصريح ليثير حماس الجماهير الهلالية، إلا أن تصريح السوباط الأخير يضع اللجنة الفنية للانتدابات على المحك، فهل تستطيع تلبية طموحات الجماهير وتأمين مهاجم سوبر؟”
ورغم فرح الأهلة بهذا التصريح الا انه يحمل في طياته الكثير من الأسئلة و يؤكد هذا التصريح ما ذهبنا اليه في حديثنا بالامس عن معضلة الاعتماد الكبير على التمويل الفردي في إدارة شؤون النادي، وهو الأمر الذي يثير المخاوف بشأن استدامة هذا النهج. فغياب الدخل الثابت والمخطط له مسبقاً يعيق التخطيط القصير والطويل الأجل للنادي ويجعله عرضة للتأثر بالتغيرات المالية المفاجئة.
و يثير تصريح السوباط تساؤلات حول التوقيت الذي اتخذ فيه قرار التعاقد مع مهاجم سوبر. هل كان هذا القرار مقرراً مسبقاً قبل فتح باب الانتقالات، واللجنة الفنية للانتدابات على علم بذلك أم أنه اتخذ بشكل مفاجئ تزامناً مع التصريح؟ هذا التساؤل مهم، ويطرح نفسه بقوة، خاصة مع اقتراب غلق باب الانتقالات وعدم وجود خيارات مثالية ضمن الصفقات الحالية وأن الصفقات التي يتم التفاوض عليها حتى الآن لا تشمل مهاجماً يلبّي طموحات الجماهير.
إن ضيق الوقت المتبقي من فترة الانتقالات يجعل من الصعب التفاوض مع أندية أخرى لضم مهاجم سوبر. فالأندية التي تمتلك لاعبين موهوبين ستستغل هذه الظروف لرفع أسعار لاعبيها، خاصة إذا علمت برغبة الهلال في ضمهم.
لذا، من الأفضل للهلال تأجيل التعاقد مع مهاجم سوبر إلى فترة الانتقالات القادمة. وفي هذه الأثناء، يجب على الإدارة التركيز على البحث عن لاعبين مميزين، وتجنب الدخول في صفقات غير مجدية ، وتكون هدرا للأموال كصفقة بن زيتون.
فالهلال حاليا بما لديه لاعبين مع تغيير طريقة لعبه وتكتيكه العقيم ،والتوقعات ببدء دور ربع النهائي نهاية شهر مارس ، فإن الوقت الحالي يتطلب التركيز على تطوير الأداء الحالي للاعبين، وفهم نقاط القوة والضعف لديهم. ومع معرفة من هو منافسه ودراسته جيدا فبالتخطيط الجيد والاستفادة من الوقت المتاح، يمكن للهلال أن يحقق نتائج أفضل ويعبر إلى الأدوار المتقدمة.
اعيد واكرر اذا كان الهلال سوف يسجل صفقات مضروبة و(اسكراب) أوربا أفضل له أن لا يسجل .
المالي شيخ ساماكي سجل للنصر الليبي بعد فسخ عقده ودفع الشرط الجزائي الذي كان 150 ألف دولار مثل هذا اللاعب كان يمكن أن يشكل إضافة للهلال. فكان الاجدى رصد مثل هؤلاء اللاعبين.
موجة :
تطرق السوباط في حديثه إلى الجانب المالي للنادي، “ومن المصادفات كنت تحدثت عن ذلك بالأمس ” مؤكداً عدم وجود ديون خارجية على الهلال. هذا الأمر جدير بالثناء، والشكر وهو وحده يتحمل عبء الصرف علي الهلال، إلا أن تصريحاته حول الأموال التي يصرفها على النادي كانت غامضة. فهل هي ديون شخصية يسددها أم تبرعات؟ هذا السؤال يثير تساؤلات حول الشفافية المالية في إدارة النادي، خاصة وأن النظام الأساسي للهلال ينص على ضرورة وجود ميزانيات واضحة لكل مرحلة من مراحل مجلس الإدارة.
من المتوقع أن تكون لجنتي التطبيع الأولي والثانية والمجلس الحالي قد قدموا ميزانيات تفصيلية توضح مصادر الأموال والمصروفات، ولكن يبدو أن هذه الميزانيات لم يتم الإعلان عنها بشكل رسمي. هذا الغموض في الجانب المالي يضع النادي في موقف حرج، ويؤثر على قدرته على التخطيط المستقبلي.
وللأسف هذا ما أشرت اليه بالامس الاعتماد على التمويل الفردي يجعل النادي عرضة للتقلبات المالية، ويصعب معه تحقيق الاستقرار المالي المطلوب.و يجعل النادي يعيش في حالة ضبابية ولا يستطيع التقدم ومقارعة كبار الأندية الأفريقية الذين يملكون استثمارات وأموال تخص أنديتهم مما يجعل خططهم وتسجيلاتهم لكل موسم واضحة المعالم .
من ناحية أخرى، أثنى السوباط على ولائه للهلال، مؤكداً أنه لن يتخلى عنه إلا بعد استقرار الأوضاع في البلاد. هذا الموقف يستحق الشكر والتقدير، ولكن يجب على جماهير الهلال أن تتحمل مسؤوليتها في دعم ناديها من خلال المشاركة في حملات العضوية، والمساهمة في زيادة الموارد المالية للنادي. ليروا هلالهم في منصات التتويج التي لن يتم اعتلاءها إلا إذا كان الهلال يصرف علي ذاته من استثماراته الحرة.
في النهاية، يجب على الهلال أن يسعى إلى بناء مستقبل مستدام، يعتمد على أسس مالية قوية، وإدارة شفافة، وتخطيط استراتيجي طويل الأجل. فبدون ذلك، سيكون من الصعب على النادي تحقيق طموحات جماهيره والتنافس مع الأندية الكبرى في القارة الأفريقية.
اللهم أنصر الجيش السوداني والهلال فوق كل أرض وتحت كل سماء
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيراً
الحمد للـه الذي جعل الهلال ميقات للناس وتاج يزين هأَمات المآذن .
Share this content:
