في الـ 18

عروس الرمال

في 18
عمر الطيب الأمين
عروس الرمال

# خفنا عليها كثيرًا لأنها لا تشبه الرصاص.. خفنا عليها لأنها رقيقة وحنينة.. خفنا عليها لأنها لا تشبه الدانات والرصاص والتدوين العشوائي.. هي الأبيض عروس الرمال.. تلك المدينة الصامدة لأكثر من 22 شهرًا وهي تعاني من ويلات المليشيا فعلًا وعملاً.. حاولوا بكل الاتجاهات وبكل الطرق لكنهم فشلوا.. عملوا السبعة وذمتها من أجل احتلالها ولكن اصطدموا بالهجانة وما أدراك ما الهجانة.. قطعوا الكهرباء وظلت الأبيض صامدة.. شالوا الشبكة وظلت الأبيض صامدة.. منعوا المنظمات ووصول المساعدات وظلت الأبيض صامدة بفضل رجالها.. دونها صباحًا ومساءً وظلت الأبيض صامدة.. الأبيض مقبرة الجنجويد الحقيقية.. خفنا عليها كثيرًا لكنها هي الأكثر حرصًا على نفسها هي والحبيبة أم روابة والرهد.. استقبل أهالي السودان في الداخل والخارج خبر التحام متحرك الصياد والهجانة بفرحة كبيرة.. فرحوا لمدينة شبعت موتًا وجوعًا وعطشًا وظلامًا.. اليوم ترقص عروس الرمال بعودتها للقلوب وتزغرد رغم أن الحلق به غصة والقلب به قصة.. تعود الأبيض الأنيقة إلى الحضن لتلحق بأم روابة والرهد وفي الطريق بارا وجبرة الشيخ وأمدرمان ودارفور.. قريبًا نحتفل بسودان مختلف..

Share this content:

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى