ضوء القمر

القانونية والانضباط على المحك

ضوء القمر
عبد العليم مخاوي
القانونية والانضباط على المحك

*في وقت يُفترض فيه أن تكون الرياضة مساحة للوحدة والتلاحم الاجتماعي، شهدت الساحة الكروية السودانية تطورًا مقلقًا بتسييس مؤسساتها وتوظيفها في صراع سياسي وعسكري محتدم. فقد خرجت أندية الاتحاد المحلي لكرة القدم بمدينة الجنينة في مسيرة علنية مؤيدة لما يُعرف بـ”حكومة السلام الانقلابية”، في خطوة اعتبرها كثيرون خرقًا صريحًا للميثاق الرياضي وتجاوزًا خطيرًا لاستقلالية المؤسسات الرياضية.
*المسيرة التي قادها وزير الرياضة بولاية غرب دارفور، بشارة وارغو، جاءت متزامنة مع تقديم مذكرة للجنة القانونية بالاتحاد السوداني لكرة القدم، تطالب بنزع الشرعية من الاتحاد المحلي المنتخب برئاسة الدكتور حسن برقو، الذي تم انتخابه رسميًا عبر جمعية عمومية عقدت بمدينة بورتسودان، مقر الحكومة المعترف بها دوليًا.
*رئيس اللجنة القانونية بالاتحاد السوداني لكرة القدم، الأستاذ متوكل الزنجي، يجد نفسه اليوم أمام معضلة حقيقية؛ فإما أن يرد على مذكرة صادرة عن جهات موالية لحكومة متمردة، ما قد يُفهم كتواطؤ ضمني مع طرف سياسي، أو يتمسك بشرعية الاتحاد المنتخب، ويغلق الباب أمام محاولات تسييس الرياضة.
*إن قرارات اللجنة القانونية في هذا الظرف ستكون محورية، ليس فقط لحسم ملف الجنينة، بل للحفاظ على ما تبقى من هيبة واستقلالية الاتحاد السوداني لكرة القدم.
*سبق للجنة الانضباط برئاسة مولانا مهدي البحر أن أظهرت حزمًا وسرعة في اتخاذ قرارات حاسمة، مثلما حدث في ملفات اتحادي الضعين ومليط، اللذين تمت معاقبتهما بسبب دعم مشابه لما يسمى بـ”الحكومة المزعومة”.
*اليوم، الأنظار تتجه نحو اللجنة ذاتها لمعرفة ما إذا كانت ستحافظ على نفس المعايير والعدالة في التعامل مع أندية الجنينة، أم أن ضغوط المرحلة السياسية ستجعلها تتردد أو تتأخر في إصدار قرارات رادعة.
*إن ما جرى في الجنينة يعيد طرح تساؤل جوهري: هل ما زالت الرياضة السودانية قادرة على أن تكون كيانًا مستقلًا غير قابل للاستغلال السياسي؟ أم أن مؤسساتها أصبحت مجرد أدوات في أيدي أطراف النزاع؟
*في خضم هذه التجاذبات، تبقى المسؤولية الأكبر على عاتق الاتحاد السوداني لكرة القدم للحفاظ على مؤسساته، وتطبيق اللوائح بحزم، ومنع الانزلاق نحو مزيد من التسييس والانقسام.
*المعركة ليست بين أشخاص أو أندية، بل بين مشروع يسعى إلى الحفاظ على الشرعية والمؤسسية الرياضية، وآخر يجر الرياضة إلى مستنقع الاستقطاب السياسي. إن ما تقرره لجنة الانضباط واللجنة القانونية في الأيام القادمة لن يكون مجرد رد فعل على مسيرة أو مذكرة، بل سيكون إعلانًا لمصير الرياضة السودانية برمتها: هل ستظل ساحة للمنافسة الشريفة أم تصبح ساحة حرب جديدة؟
*اللهم ارحم امي عشة والسر وعز الدين وعبد العزيز وأسعد عمر وعمتي اللازمة وكل موتى المسلمين واغفر لهم واجعلهم من أصحاب اليمين
*اللهم انصر الجيش والمنتخب الوطني الأول والهلال فوق كل ارض وتحت كل سماء

Share this content:

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى