“كاس” على الخط

“كاس” على الخط
ضوء القمر
بقلم ||
عبد العليم مخاوي
——————————
*تعيش كرة القدم السودانية هذه الأيام على وقع تطورات قانونية متسارعة، فبعد الجدل الكبير الذي صاحب الجمعية
العمومية الانتخابية للاتحاد السوداني لكرة القدم، جاء تدخل محكمة التحكيم الرياضي الدولية (كاس) ليضيف بعداً جديداً
للأزمة، خاصة بعد أن اعتمدت المحكمة ثلاثة محكمين للنظر في القضايا المرفوعة من اتحاد الجنينة ونادي ود نوباوي ضد اتحاد الكرة.
*وكان اتحاد الكرة قد اقترح الاكتفاء بتعيين محكم واحد، بحجة تسريع الإجراءات وتبسيط مسار القضية،
غير أن اتحاد الجنينة اعترض على هذا المقترح بشدة، مؤكداً أن العدالة لا يمكن أن تتحقق في ظل قاضٍ واحد ينظر في قضية بهذا الحجم والتعقيد، الأمر الذي دفعه لتقديم مذكرة عاجلة للمحكمة.
*وبالفعل ، استمعت المحكمة للحجج وقبلت اعتراض اتحاد الجنينة، لتقرر اعتماد ثلاثة محكمين. هذه الخطوة لا تحمل قيمة إجرائية فحسب،
بل تحمل أيضاً دلالات سياسية وقانونية مهمة حيث أن المحكمة الدولية حريصة على توفير أقصى درجات العدالة والحياد.. بجانب أن القضايا المرفوعة ضد الاتحاد السوداني ليست مجرد اعتراضات شكلية،
بل ملفات ذات وزن وأدلة تستوجب النظر الجاد فضلاً عن أن اعتماد ثلاثة محكمين يرفع سقف التوقعات بأن تكون الأحكام القادمة مؤثرة في مستقبل إدارة كرة القدم بالبلاد.
*الدكتور حسن برقو رئيس اتحاد كرة القدم المحلي بمدينة الجنينة ،
بدا واثقاً من موقفه القانوني، حين أكد أن الهدف ليس الخصومة الشخصية بل “إرساء دعائم الديمقراطية والحفاظ على حقوق الأعضاء”.
*من الواضح أن ما يجري لن يقف عند حدود الجنينة وود نوباوي فقط، فالقضايا المعروضة على كاس تفتح الباب أمام سيل من الطعون والشكاوى من اتحادات وأندية أخرى ترى نفسها متضررة من سياسات اتحاد الكرة.
وإذا ما صدرت قرارات لصالح هذه الكيانات، فقد نشهد إعادة رسم الخريطة الإدارية لكرة القدم السودانية،
وربما إعادة النظر في شرعية بعض القرارات والممارسات السابقة.
*اعتقد أن القضية الآن تجاوزت حدود الصراع المحلي ودخلت أروقة القضاء الدولي،
ما يعني أن النتائج ستكون ملزمة وذات تأثير مباشر على مسار اللعبة في السودان.
وبينما يؤكد اتحاد الجنينة وود نوباوي استعدادهم للمضي قدماً في معركة “استرداد الحقوق”،
يجد اتحاد الكرة نفسه في اختبار حقيقي لمدى التزامه بالشفافية والحوكمة الرشيدة..
وبين شد وجذب، يبقى جمهور الكرة السودانية مترقباً: هل تكون هذه القضايا بداية عهد جديد من العدالة والشفافية، أم محطة جديدة في مسلسل الأزمات التي لا تنتهي؟
*كل هذا سنتابعه في الأيام القليلة القادمة بمشيئة الله تعالى.
*اللهم ارحم امي عشة والسر وعز الدين وعبد العزيز وأسعد عمر وعمتي اللازمة وكل موتى المسلمين واغفر لهم واجعلهم من أصحاب اليمين
*اللهم انصر الجيش والمنتخب الوطني الأول والهلال فوق كل ارض وتحت كل سماء
Share this content: