وشوشة الرياح

العليقي.. تاجر الأحلام وصانع الافراح

وشوشة الرياح
انور ابنعوف
العليقي.. تاجر الأحلام وصانع الافراح

المؤسسية في الرياضة عامة، وفي كرة القدم على وجه الخصوص، تقوم على قواعد راسخة، من أبرزها التسويق والتربح، بعد أن تحولت كرة القدم إلى صناعة ضخمة. ومما لا شك فيه أن الربان العليقي، خلال سنواته القليلة على رأس الهلال، مستفيدًا من عقليته التجارية، أصبح متشبعًا بهذه القاعدة تحديدًا، قاعدة التسويق والربح المادي. الأهلي المصري جنى من مشاركته الأخيرة في كأس العالم للأندية أكثر من أحد عشر مليون دولار، فضلًا عن استفادته من بيع لاعبه وسام بوعلي بعائد تجاوز السبعة ملايين دولار. هذا يوضح أن النجاح في هذا الجانب يحتاج إلى إدارة ملفات بحنكة، مع الاستمرار في خارطة المنافسة الإفريقية على القمة، حتى تجني الأموال، وجلب خامات تدر عليك أرباحًا لتظل في المقدمة. فدون مال لن تستطيع أن تقارع، ودون مواهب لن تصل إلى المال. العليقي في هذا العام بالتحديد، رسم صورة أوضح لنجاحه. ففي الأعوام السابقة استجلب نجومًا ليحصد بهم الذهب العالمي، لكن المصاعب اعترضت طريقه، إذ صادفت فترته رياح الحرب التي عصفت بالبلاد، مما اضطره للجوء بحلمه إلى موريتانيا، تلك الدولة الحانية التي نبعث لها ألف سلام. ورغم الصرف الكبير والعقبات العصيبة، ظل العليقي متمسكًا بحلمه، وأخرجه إلى أرض الواقع بجلب مواهب باتت محط أنظار أعرق وأثرى الأندية. كوليبالي ربما تصل صفقته إلى مشارف ملياري يورو، فيما يتلألأ نجمنا المحبوب، سالب القلوب، مصدر الصواعق والرعود، جون كلود، الذي ثبت سقفه عند ثلاثة مليارات قابلة للزيادة إذا ما تكاثر الطلب. والمفارقة أن هذه المواهب لم تأت إلى الهلال بمبالغ طائلة كما يفعل الأهلي مثلًا، بل عبر عيون يقظة لأبناء الهلال، ترصد وتصطاد من كل محافل إفريقيا، ليعرضها متجر الهلال العالمي بعد أن ينفض عنها الغبار. إنها سياسة التجار. أما الجانب الأكثر ربحية، فهو المشاركة في كأس العالم للأندية، وهذا لا يتحقق إلا بأن تكون الأول بين كل الأندية الإفريقية. العليقي لم يغفل ذلك، بل احتاط بمزيج من الخبرة والمواهب في ميركاتو هذا العام، تحسبًا لمغادرة نجوم الموسم السابق بالتسويق أو بالرؤية الفنية. فجاءت كل الخانات الهلالية مكتظة بنجوم متقاربين في المستوى، ليبرهن الربان أنه أصبح صاحب حنكة، يجيد مفاتيح النجاح، وأن التسويق والربحية صارت ركيزة أساسية في استراتيجيته. كل الأمنيات أن يُكلل هذا الرجل بالنجاح، وأن يحصد لقب إفريقيا للأندية في دورته الأخيرة هذه. فقد ثابر وصبر وبذل وتحمل. جاء إلى رئاسة النادي من مدرجات التشجيع، وتفرغ كليًا ليحقق ما تتمناه جماهير الأزرق، قبل أن ندلف إلى عامنا المئة بعد أربعة أعوام. تحياتي.

Share this content:

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى