وشوشة الرياح

أسلوب ريجكامف الهجومي يفرض واقعًا دفاعيًا جديدًا على الهلال انور ابنعوف

*وشوشة الرياح*

بقلم ||

انور ابنعوف

أسلوب ريجكامف الهجومي يفرض واقعًا دفاعيًا جديدًا على الهلال

من خلال قراءتنا لأسلوب المدرب الروماني أوليان ريجكامف، يتضح أنه ينتمي لمدرسة الهجوم الكاسح، ولا يميل للتراجع أو التحفظ، مما يُحتم على إدارة الهلال الاستعداد جيدًا من حيث نوعية المدافعين المتواجدين في الفريق.

فالمدرب يُجيد التنويع بين خطط 2-4-4 و1-3-2-4 و1-2-3-4، وهي كلها تشكيلات هجومية تتطلب انسجامًا عاليًا وتغطية دفاعية مثالية، خاصة في حالات الارتداد السريع للمنافس.

وإذا ما أردنا أن نضع الأمور في إطار مشابه، فالتجربة البرازيلية السابقة مع هيرون ريكاردو تؤكد أن الهلال سبق وأن لعب بهذا النهج الهجومي، ونجح وقتها بفضل جودة الدفاع بقيادة داريو كان، والانسجام الكبير بين الأطراف ولاعبي الارتكاز،

مع نضج تكتيكي عالٍ في خط الدفاع.
أسلوب ريجكامف يعتمد كثيرًا على تقدم الأطراف لبناء الهجمة، وهذا يتطلب خط دفاع واعٍ، يجيد قراءة الملعب، التمركز السليم، والتعامل مع التسلل، أو وجود “قشاش” خلفي لحماية ظهر الدفاع. كما أن ارتفاع رتم اللعب بشكل مستمر يزيد من

الضغط على خط الدفاع الذي يجب أن يكون منظمًا وهادئًا في اتخاذ قراراته.
عليه، فإن إدارة الهلال مطالبة بضم مدافعين بمستوى فني وذهني عالٍ، لضمان نجاح هذا النهج، فالمدرب الروماني قد يحدث ثورة هجومية، لكن نجاحها مرهون بقوة الدفاع وقدرته على امتصاص ارتدادات الخصوم، وكسر الهجمات قبل أن تتحول إلى

تهديد حقيقي.ريجكامف لا ينتظر “أنصاف الحلول”، بل يعتمد على التفاصيل الدقيقة. لديه نزعة للسيطرة والاستحواذ، ويحب اللعب بتمريرات قصيرة سريعة وخلق كثافة عددية في مناطق الخصم، ما يعني أن الأخطاء في الدفاع ستكون مكلفة جدًا.

لذلك، فإن الهلال بحاجة لمدافعين يُجيدون التمركز، ويتمتعون بسرعة بديهة، وتواصل فعال مع الحارس وخط الوسط.
كما أن أسلوب ريجكامف الهجومي لا يكتمل دون وجود لاعب ارتكاز قوي يربط الدفاع بالهجوم، ويغلق المساحات في حال

ضياع الكرة، مع قدرته على استخلاص الكرات وبناء الهجمة من جديد. فإن لم يُعزز هذا المحور بلاعب قادر على القيام بهذا الدور المزدوج، فإن الضغط سينتقل مباشرة إلى الدفاع، وقد تنهار المنظومة برمتها عند أول ارتداد سريع.

نحن أمام تحدٍ جديد للهلال، وفرصة لإحداث نقلة نوعية في الأداء الجماعي. لكن نجاح هذا المشروع الفني الطموح يتوقف على مدى استجابة الإدارة لمتطلبات هذا الأسلوب، والقدرة على توفير العناصر البشرية التي تناسبه. فالهجوم الممتع لا

يعني شيئًا إن لم يكن الدفاع قادرًا على حمايته.

الهلال اليوم لا يُعاني من نقص في الطموح أو في الدعم الإداري والمالي، لكنه بحاجة إلى دقة الاختيارات الفنية، خاصة في خط الدفاع، لأن نجاح ريجكامف مرهون بقوة من خلفه، لا بمن يسجل فقط في الأمام.

Share this content:

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى