
الهلال مابين غياب التكتك وقلة الاهداف
وشوشة الرياح ✍️
أنور ابنعوف
الهلال مابين غياب التكتك وقلة الاهداف
الهلال.. والعقم التهديفي الذي أقلق القاعدة
من يتابع مشوار الهلال في النسخة الحالية من دوري أبطال أفريقيا، يلحظ بوضوح أن الفريق رغم امتلاكه للأسماء اللامعة والخبرة الميدانية، إلا أنه يعاني من مشكلة مزمنة في التسجيل، مشكلة تتكرر في كل مواجهة تقريبًا، وكأنها عقدة تأبى أن تنفك.
منذ التمهيدي أمام فريق الجاموس جوبا ذهابًا وإيابًا، مرورًا بمباراتي البوليس الكيني في دور الـ32، وحتى لقائي سيمبا التنزاني، ظل الهلال يلعب، ويهاجم، ويخلق بعض الفرص… لكن دون النجاعة المطلوبة أمام المرمى، باستثناء مواجهة سيمبا الأخيرة التي شهدت رباعية أنعشت الآمال وبعثت الطمأنينة في نفوس الأنصار.
العلة ليست في الأسماء، بل في غياب المنظومة التكتيكية المتكاملة. كرة القدم الحديثة لا تُلعب بالصدفة أو بالاجتهاد الفردي، بل بانسجام الخطوط من الحارس حتى رأس الحربة. الهلال اليوم يبدو وكأنه يفتقد لهذا التماسك، فكل لاعب يغرد منفردًا، دون أن تنسج المنظومة الهجومية خيوطها كما يجب.
المهاجم صنداي نموذج واضح لذلك؛ فبدلاً من أن يجد من يصنع له الفرص، نراه كثيرًا يعود إلى العمق باحثًا عن الكرة، يصنع أكثر مما يُصنع له، فيتحول من هدّاف إلى ممول، وتضيع خطورته التي جاء من أجلها.
ولعل المشهد الذي أثار الكثير من الجدل هو احتفال أداما في مباراة البوليس الكيني، حين هرول نحو فوفانا وجاءه الغربال فرحًا ليشاركه اللحظة، لكن أداما تجاهله في لقطة تناقلتها الميديا وفسرها البعض بأنها توتر أو تعالٍ داخل المجموعة. قد تكون اللقطة عفوية وغير مقصودة، لكن مثل هذه الإشارات تحتاج إلى حكمة إدارية سريعة لتطويق أي بوادر جفوة بين اللاعبين، فالهلال لا يحتمل شرخًا داخليًا، مهما كان بسيطًا.
الهلال يحتاج إلى روح جماعية تعيد الانسجام، وإلى عمل فني دقيق يعيد رسم التكتيك الهجومي بروح الفريق الواحد، لا الأسماء المتفرقة. فسواء كان العقم الهجومي سببه الأنانية، أو ضعف الفهم لطريقة المدرب، أو عدم التفاهم بين عناصر المقدمة، فالعلاج لا بد أن يكون عاجلًا وجذريًا.
جماهير الهلال لا تطلب المستحيل، بل تنتظر أن ترى فريقها يهز الشباك بالرباعيات كما فعل أمام المريخ في الدوري، وسيمبا في الودية، فذاك هو الهلال الذي يعرفونه، ويحبونه، ويهتفون باسمه من القلب.
كل التمنيات لهلال الأمة أن يستعيد بريقه التهديفي، ويواصل المسير بثقة نحو البطولات، فالهلال لا يرضى إلا بالقمة.
تحــياتي …..
شارك الخبر على: