وشوشة الرياح

*من قتل حلم المونديال؟.. الصقور تُسقط وتُسقط معها ثقة الجماهير*

*وشوشة الرياح – أنور أبنعوف*
*من قتل حلم المونديال؟.. الصقور تُسقط وتُسقط معها ثقة الجماهير*

بكثير من الحزن، وبصمت موجع، ودّع منتخبنا الوطني حلم الوصول إلى كأس العالم 2026 بعد أن خسر كل شيء في الجولة الأخيرة، لتُطوى صفحة كانت تُبشر بمستقبل مختلف.
منتخب السودان كان متصدراً لمجموعته، يسير بخطى واثقة نحو الحلم العالمي، لكن ما لبث أن تعثر، ثم تراجع، ثم سقط. والنتيجة: خروجٌ مُخزٍ . والمُحصلة: حسرة على قلوب الملايين، وصدمة في كل بيت.
وهنا، لا بد من السؤال الجريء: من المسؤول؟
أليس هو الاتحاد العام لكرة القدم الذي طالما نصب نفسه حَكَماً وقاضياً على الأندية؟ أليس هو نفسه من يلوّح بسيف العقوبات على أقل تقصير؟ فلماذا لا يخضع هو نفسه اليوم للمساءلة بعد هذا السقوط المُريع؟
لقد وفرت الدولة كل سبل الدعم: طائرات خاصة، معسكرات، أموال، راحة نفسية، وحتى إعلامٌ مؤيد. فهل كان هذا كافياً؟ أم أن الأزمة الحقيقية كانت داخل دهاليز الاتحاد؟
هل كانت الرواتب منتظمة؟ هل الجهاز الفني يعمل باستقلالية؟
هل كانت هناك تدخلات في التشكيلة؟
لماذا سادت الفوضى في المعسكرات؟
لماذا لم يكن هناك تواصل فعّال بين الاتحاد والجهاز الفني؟
هذه الأسئلة لا نطرحها من باب الهجوم، بل من باب الواجب.
فحلم المونديال لم يكن مستحيلاً، وكان في متناول اليد، لكن تم اغتياله على مراحل: تهاون، إهمال، ضعف إدارة، فوضى في التنسيق، وتدخلات غير مفهومة. حتى أصبح المنتخب جسداً بلا روح.
والآن، على اتحاد الكرة أن يخرج من صمته.
أن يواجه الحقيقة.
أن يضع النقاط فوق الحروف.
لا نريد مؤتمرات صحفية فارغة.
ولا رسائل إنشائية عبر الفيسبوك.
نريد اعترافاً ومسؤولية، ونريد تغييراً حقيقياً.
فإذا لم يحاسب الاتحاد على هذا الإخفاق، فمتى؟
وإذا لم يعلُ صوت الجماهير الآن، فمتى سيتكلم؟
كفاية تسويف…
كفاية أعذار…
كفاية شعارات…
لقد حان وقت الحساب…
من قتل الحلم، يجب أن يُسأل، وأن يُحاسب.
ولن نغفر لمن خذلنا.

*تحـياتي*

شارك الخبر على:

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى