وشوشة الرياح

عودة الروح .. عودة الهلال

وشوشة الرياح

بقلم:

أنور  ابنعوف

عودة الروح .. عودة الهلال

أفراح جماهير الهلال المتواصلة نشوة بالرباعية ضد الغريم التقليدي ما هي إلا نتاج تلك الروح التي ناشد بها الإعلام طوال أيام دوري النخبة. ما يتمتع به الهلال من ترابط بين اللاعبين أدهش المتابعين، كيف تغيب الروح عن كيان هو أسرة واحدة؟ وكالت كل أسواط الإعلام اللاعبين والمعلم خالد بخيت، والكل يعلم أن الهلال بنجومه وما يملكون من إمكانيات لا يمكن أن يكون هذا مستواهم. وكان الجميع يراهن على الروح التي ينبغي ألا تغيب حتى في حالة الانتصار والتقدم.

دخل الهلال دوري النخبة دون محترفيه الأجانب، معتمدًا على لاعبيه المحليين، وكانت هذه رؤية الجهاز الإداري لعدة عوامل منطقية، سببها الأساسي الميركاتو وأوضاع البلد التي يعلمها الجميع. لم تكن رؤية الجهاز الإداري باللعب بالمحليين معيبة، بل هي عين الصواب، لأن نجوم الهلال المحليين هم خيرة المواهب السودانية، بل هم العمود الفقري للمنتخب السوداني. حتى انتصار الأمس، الذي أسعد قاعدته الجماهيرية العريضة، لم يكن إلا بأقدام سودانية صرفة من أقمار الوطن والهلال.

ولكن ظل غياب الروح والدخول إلى المنافسة دون إعداد كافٍ مخيبًا للآمال.
لم نشك ولو للحظة في قدرات أولادنا، فقط كنا ننشد الروح. وبالفعل دخل الهلال في نفق مظلم وبلغت القلوب الحناجر، وتصاعدت الأنفاس. الهلال بكل إرثه التاريخي المدجج بجل كؤوس هذه البطولة، يدخل وفي رصيده 11 نقطة، متأخرًا بفارق نقطتين عن أقرب منافسيه. هنا أوجسنا جميعًا من مغبة التحكيم، ومن توهان اللاعبين، ومن تزعزع الدكة الفنية. الوضع ليس على ما يرام قبل انطلاقة الصافرة، ولكن رهن كل محب آماله أن تعود الروح، التي هي المعضلة للهلال.

حتى في المحفل الإفريقي شاهدنا بأم أعيننا عندما لعب الهلال أمام الأهلي المصري في القاهرة، كانت الروح حاضرة، وقدم الهلال مباراة للتاريخ، واستطاع أن يخرج بما يريد. وعندما عدنا إلى موريتانيا، لم تتغير النجوم ولم يخبُ ضوء القمر، ولكن غابت الروح، غابت الإرادة. خرجنا نتعلل بالمهاجم السوبر، ولكن من نظر إلى الهلال في القاهرة، ومن شاهده في موريتانيا، يرى شرخًا بائنًا للضرير.

نجوم الهلال الحاليين لا تنقصهم موهبة، ولا يعيبهم عرج، فقط حضور الروح.

نعود إلى الدامر وملعب المباراة، دخل أولادنا ووضعوا كل المستقبل أمام أعينهم، دخلوا بجملة نكون أو لا نكون. رسم لهم المعلم خالد بخيت الرقم 4 على السبورة، فكانت هذه هي المهمة. بدأ تنفيذها الغربال فورًا، معلنًا تناقص المهمة إلى ثلاثة. سمبو في التدوين، أغلق المنافذ حتى تكتمل المهمة. “أرمو قدام”، الدفاع أمان، رد عليه روفا: شكرًا وزير الدفاع. اكتملت نصف المهمة، لم يبقَ لنا إلا هدفان، فانطلق بوغبا قبل نهاية الجولة الأولى للمعركة وأضاف الثالث. خرج اللاعبون إلى غرفة الملابس بالتحية للمعلم، أن العملية تمضي كما رسم لها، ولم يبقَ لنا غير هدف وحيد. تسلح له عبد الرؤوف بسهم سڨن عابر القارات، أودعه في تلك الشباك المهترئة أصلاً لتكتمل تمزقها بالكامل.

وعند نهاية المهمة،
من يقول: ما هذا؟
الإجابة: عاد ما ينقص الهلال… الرغبة والروح.

تحياتي…

Share this content:

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى