وشوشة الرياح

*الباب المغلق وعيون الهلال المفتوحة*

*وشوشة الرياح:
*الباب المغلق وعيون الهلال المفتوحة*
انور ابنعوف
في كل مرة يُطرح فيها سؤال جريء، أو يُسلط الضوء على خلل إداري، أو يُكتب نقد صادق يعبر عن قلق مشروع على مستقبل الهلال، يخرج من بين الصفوف من يردد العبارة الجاهزة:
“يا جماعة أقفلوا الباب، الهلال في مرحلة مهمة وما عايزين نعمل فتنة!”
لكن الحقيقة أن هذه العبارة، وإن كانت تبدو في ظاهرها حريصة على الاستقرار، فهي في باطنها دعوة صريحة للصمت، بل تواطؤ غير مباشر مع الخطأ.
قفل الباب هنا لا يعني سوى قفل العيون، وخنق الضمائر، وتغليب المجاملة على المحاسبة.
الهلال يا سادة ليس مؤسسة مغلقة، ولا تكية خاصة، ولا شركة مساهمة يديرها من شاء وقتما شاء.
الهلال كيان كبير، وملك عام لأمة بأكملها، ومتى ما سُمح للعبث أن يمر دون محاسبة، وللخطأ أن يُغلف بالحكمة الزائفة، وللنقد أن يُحاصر باتهامات “عدم الوطنية”، فإننا بذلك نكتب شهادة تراجعنا عن حلم البطولة، والاستقرار، والبناء المؤسسي.
نعم، نحن نعرف أن هناك من يزعجهم الضوء، ويقلقهم السؤال، ويربكهم الصوت الخارج عن السرب، لأنهم اعتادوا على إدارة الكيان بـ”الغتغتة” والترضيات، لا بالمؤسسية واللوائح.
ويؤسفنا أن نرى بعض من يسمون أنفسهم “حكماء الهلال” وهم يمارسون دور حراس الصمت، ويمارسون وصاية على الجماهير، كأنما حب الهلال محصور في فئة دون غيرها.
نحن مع الهلال، ولسنا ضد أحد.
لكننا مع الحقيقة قبل الأشخاص، ومع المبدأ قبل المجاملة، ومع المكاشفة قبل الدمار.
السكوت ليس حكمة إذا كان على حساب الهلال.
والنقد ليس تآمراً إذا كان من أجل الكيان.
من يعمل للهلال بإخلاص، لا يخشى النقد، ومن يخاف من فتح الأبواب، فربما يخفي وراءها ما لا يُقال.
اليوم نحن أمام مفترق طرق.
إما أن نكون في صف الهلال، نطالب بالإصلاح، ونتابع كل التفاصيل، ونفتح الملفات بشجاعة،
وإما أن نصبح جزءاً من التواطؤ، نغلق أفواهنا، ونطبل للفراغ، ونرضى بالقليل ونسكت عن الكثير.
الهلال أكبر منكم جميعاً.
وأكبر من مجلس، ومن رئيس، ومن إعلامي، ومن مشجع.
وهو لا يحتاج لمن يطلب الصمت، بل لمن يطلب العدل، ويزرع الانضباط، ويقدّس الكيان فوق كل الأشخاص.
كفانا نفاقاً… كفانا تطبيلاً… كفانا تسطيراً لأوهام الحكمة.
الهلال بحاجة لعيون مفتوحة، لا أبواب مغلقة.
لبطولات حقيقية، لا تصريحات مطاطة.
لرجال مواقف، لا رجال صفقات.
فلنقف مع الهلال، لا مع من يدّعي تمثيله،
ولنجعل شعارنا دائماً:
الهلال أولاً… وأخيراً… ودائماً.

*انور ابنعوف*
*وشوشة الرياح*

شارك الخبر على:

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى