المعركة بدأت… والنهاية لن تكون كما يتمنى الفاسدون.

وشوش الرياح
بقلم/
انور ابنعوف
المعركة بدأت… والنهاية لن تكون كما يتمنى الفاسدون.
في زمن تتراكم فيه الأخطاء ويعلو فيه صوت الصمت، خرج نادي ودنوباوي من قلب أم درمان لا لينافس على لقب، بل ليقاتل من أجل كرامة مبدأ، وعدالة مسار.
القضية ليست نقاطًا ولا ترتيبًا في جدول، بل هي مواجهة مفتوحة مع منظومة اعتادت أن تكافئ الخطأ وتتجاهل القانون. ومن رحم هذا الاختناق، أطل ودنوباوي ليقول: كفى.
الذهاب إلى محكمة التحكيم الرياضية الدولية “كاس” لم يكن مغامرة، بل خطوة شجاعة كشفت كم هو عارٍ ذلك الاتحاد الذي يدّعي الحياد، وهو يوزع الظلم بالمقاس.
رفض الطعن المقدم من النادي، وتجاهل المخالفات التي شابت الجمعية العمومية، لم تترك خيارًا سوى التوجه للخارج… حيث لا تنفع المجاملات، ولا يُؤخذ الحق بالصمت.
البيان الصادر من تجمع أبناء العاصمة الوطنية أم درمان لم يكن مجرد إعلان تضامن، بل وثيقة أخلاقية تحمل توقيع مدينة تعرف كيف تُربي على الصدق والحق.
أم درمان تقف مع ودنوباوي، لا لأنه نادٍ فقط، بل لأنه يمشي على الطريق الصحيح حين اختار ألا يُطأطئ رأسه أمام سلطان الفساد.
وفي الخلفية، يظهر السلطان حسن برقو، حارسًا لذاكرة العدالة، ورافضًا لابتلاع الحق بالصمت. ثلاث قضايا قبلتها كاس مؤخرًا، تحمل معه ملامح معركة لن تكون سهلة، لكنها ستكون فاصلة.
الملف بين أيادٍ خبيرة، تعلم كيف تحشد الأدلة وتنتظر بصبر، لا تهزمها المماطلة ولا تصدها الأبواب المغلقة.
الاتحاد العام لكرة القدم اليوم ليس فقط في مرمى النقد، بل في مواجهة مفتوحة مع القانون نفسه.
لجنة الحوكمة في الفيفا صمتت، لأن في الصمت أحيانًا إدانة.
أما “كاس”، فليست لجنة داخلية يمكن تجاهل تقاريرها، بل مرآة لما يحدث، وورقة قد تعيد ترتيب مشهد بأكمله.
هكذا تتحرك أم درمان حين يُستفز وجدانها.
وهكذا يتصرف من يعرف أن الحقوق لا تُمنح، بل تُنتزع.
ودنوباوي ليس وحده… خلفه مدينة كاملة، وجمهور لا ينسى، وتاريخ لا يُشترى.
المعركة بدأت… والنهاية لن تكون كما يتمنى الفاسدون.
Share this content: