
ريجكامب بين التقيم والتطابق*
✍🏼احمد عمر سوميت
*ريجكامب بين التقيم والتطابق*
شهدت الساحة الهلالية حراك كبير حول روماني الهلال خلال الفترة الماضية، وهذا الحراك بشقيه الناقد والمؤيد يمثل حق أصيل من حقوق كل هلالي في أظهار إعجابه أو نقده للمدرب وفق طبيعة كورة القدم، ودباجة عشقه لهذا الكيان العملاق بجماهيره وأرثه الديمقراطي، ومن يستنكر حرية الرأي ولا يحترم أختلافاته يكون أستهدف الهلال في قمة هذا الأرث، فالأختلاف قوة وليس ضعف وتبادل الأفكار معول تطور وليس هدم كما يظن الظان، بل أضعاف الهلال يكمن في محاولة قتل مميزات هذا الأختلاف التي تقره دمقراطية الهلال،،،
ولعلا فكرة التقيم في حد ذاتها فيها تجني علي ريجيكامب من حيث الزمن بأعتبار *التقيم* عملية منهجية موسعة لتقدير جدوى او قيمة شيء ما من خلال جمع وتحليل المعلومات والأدلة من وحي الممارسة لإصدار حكم موضوعي لأتخاذ القرارات المستقبلية، وبالتالي ماتم من حراك ومخاوف حول ملامح مشروع ريجي الفني لا يندرج تحت بند التقيم، بقدر ما يندرج تحت بند *التطابق* وهو تطابق شئ مع أخر من حيث الفلسفة الكلية، اي بمعني الي مدي يوجد تطابق مابين أستراتجية ريجكامب الفنية وخطط مجلس الإدارة الكلية نحو القطاع الرياضي، وهل ما أظهره ريجي من ملامح أستراتجيته الفنية خلال سبع مباريات رسمية ممكن أن يكون مؤشر تطابق مع خطة مجلس الإدارة نحو فريق الكورة من حيث الأهداف والوسائل ام لا،،،؟
فالإجابة العلمية علي تلك الأسئلة متاحة لمجلس الإدارة لأمتلاكه المعلومات والبيانات الصحيحة للتحليل والقياس، ولعلا الطبيعي دراسة عنصر التطابق هذا يتم قبل التعاقد الرسمي، وربما تم ذلك وأظهرت التجربة خلاف ما توصلت له الإدارة قبلا وربما لم يتم، وفي كل حال إعادة دراسة هذا التطابق أمر مهم وفق المعطيات الظاهرة بالأستناد علي ملمح مشروع المدرب من خلال تصريحاته وقياسا لملامح قيادته للهلال في سبع مباريات تنافسية، وبناء عليه يمكن وصف مبادئ أفكار ريجي الكلية مرتكزة علي مبدأ اللعب التجاري لمنفعه وقتية لا مستقبلية، وذلك بالإعتماد علي لأعبي المنتخبات بصورة كبيرة ك خبرات مطلوبة لتحقيق النتائج السريعة، وهذا ما يفسر سر أجلاس لأعبين أمثال اكيري تايو، كينديس كول ، يوسف كابوري، في كنبة الإحتياط برغم من إثبات ذاتهم أمام المدرب ببطولة سيكافا بمجرد عودة لأعبي المنتخبات الوطنية، بالتالي معيار تواجد هولاء اللاعبين في الأحتياط لا يفسر غير هذا الوجه، وهذا يقودنا لنتيجة أخري بأن كل لاعبي الهلال خارج
قوائم منتخبات بلدانهم تظل فرصة مشاركتهم ضئيلة جدا في حضرة ريجكامب إلا القليل صاحب الخبرة أمثال إيبولا ماديكي فارس، وهذا بدوره يقودنا لأستخلاص معطيين أساسين يحملان ملامح (تطابق وتضادد)مابين مشروع ريجي ومشروع المجلس الكلي أتجاه فريق كورة،،،
*التطابق* ربما يتمثل في هدف تحقيق لقب (الأبطال) من حيث فكرة الأعتماد علي خبرات لأعبي المنتخبات الوطنية ك هدف ينسجم مع مشروع اللعب التجاري تكتكيا وخططا لتعزيز مقومات البطولة، فالمغامرة بإشراك الشباب تعد نوع من المجازفة، فالبطولة في حاجة للأنسجام والخبرة أكتر من الحماسة، فالواضح ريجي أستبعد عنصر المخاطرة وأعتمد علي الواقعية، وهذا ما أكدته ملامح تشكيلته وما أظهره من مرونة تكتيكية أمام الجاموس برقم من ضعف المستوي الكلي للهلال إلا أنها أعطت مؤشر مطمئن علي المستوي الشخصي في تلك الجزئية، ولكن في المقابل تلك الأستراتجية الريجكية مهددة بالفشل لضعف أمكانيات بعض لأعبي الخبرات أمثال بوغبا صلاح عادل ماديكي غاسوما فوفانا علي مستوي خط الوسط، فمن الصعب جدا الرهان عليهم لأحداث التفوق الهلالي أمام خصومه في مابعد محطة المجموعات وتوأليها من مراحل عطفا علي تجارب السنوات،،،
ام *الأختلاف* بين ملامح مشروع ريجي ومشروع الأدارة الكلي يتمثل في جانب تعاقدات الأدارة مع المواهب الشابة، فالمجلس أقدم علي تلك التعاقدات الشابة والعمل علي تطويرها بمزيد من المشاركات لأكتساب الخبرات والأنسجام المطلوبين، لتحقيق هدفين مزدوجين: *الاول* أعتلاء منصات التتويج الأفريقية بأقل تكلفة مالية ممكنة *والثاني* توفير أكبر فرص أستثمارية متوقعة في المستقبل القريب بالأعتماد علي مميزات التعاقد مع تلك المواهب
،ولعلا فكرة أجلاسهم لأربعة مباريات علي التوالي بكنبة الأحتياط مؤشر سلبي قد ينسف اهداف المجلس من تلك التعاقدات لحد كبير حال أستمراره ، مع الوضع في الأعتبار هولاء اللأعبين في مرحلة تكوين حساسه في عالم المستديرة، ومشاركة مثل تلك المواهب بنسبة لأ تقل عن 70% ألي 60% كحد أدني لتطوير المستوي وأكتساب الخبرات يعد أمر مطلوب علميا،،،
بالتالي بعد تخطئ عقبة التمهيدي الثاني بأذن الله، يظل أمام مجلس الإدارة متسع من الوقت لتقيم ملامح مشروع ريجي الفني وفلسفته الكلية ومدي تطابقها مع خطة الأدارة وبعدها يحدد القرار وفق ما يتوصل له من نتائج،،،
والقرار نفسه اي كان نوعه لأبد من أن تعقبه مهام إدارية يجب القيام بها، ففي حال أستمرار ريجيكامب، يكون المجلس أمام مهمتين *الاولي* معالجة معضلة جلوس المواهب الشابة في بينش البدلاء، ام بأقناع المدرب بأشراكهم بالتناوب، علي أن يكون معيار تقيم تجربة ريجي في نهاية الموسم وفق فرضية التطوير وتناسبية النتائج،او تقرر الأدارة إعارة الثلاثي إيمانويل فلومو، كنديس كول أكيري تايو، لفرق أفريقية حتي نهاية الموسم لضمان المشاركة للحفاظ علي مستوياتهم وتطويرها وبالمقابل الإستفادة من الخانات لتعاقد مع ثلاثة عناصر علي مستوي وسط الميدان وقلب الدفاع بمواصفات تتؤام مع أفكار ريجكامب لتعزيز عناصر نجاح مشروعه الفني والمكمل لعنصر التطابق مابين خطته وأستراتجية الإدارة وفي تلك الحالة يقيم بالنتائج لا بالتطوير،،،
*وأخيرا*
ما يدفعنا لمثل تلك الأفكار هو قناعاتنا بأن قياس صحية القرار من عدمه يجب أن لا يتم ربطه بعامل الزمن أو مقولة الأستقرار أساس النجاح بصورتها المطلقة فهذا خطاء، أنما الصحيح هو أن يتم قياس صحية القرار حسب دراسة الظرف وتوالي الأحداث، فالإصلاح ليس له ميقاتا زمنيا أنما ميقاته ومكانة هو لحظة أكتشاف الخطاء وسرعة تصحيحه گ سبيل لإتقان العمل وتحقيق الأحلام، ثم مفهوم الأستقرار يجب أن لا يقدم علي أهمية التقويم المستمر باستمرار الممارسة،،،،
*مع خالص تحياتي*
شارك الخبر على: