لا حول ولا قوة إلا بالله

قزاز ورذاذ
محمد الطيب الامين
لا حول ولا قوة إلا بالله ..
(الطفلة) في الفاشر وفي هذه اللحظات لا تسأل أمها من (شاي المغرب) ولا من (العشاء شنو) ولا من (السرير والبطانية النمر).
لالا .
تسألها من (الحتة الما فيها عقرب) ، تسألها من (الأرض الما فيها شوك عشان تنوم).
تسألها من (الأُمباز) عشان تأكل.
طفلة بتسأل من (الأمباز) ولا تسأل من البامبرز.
البامبرز رفاهية.
والآكل في الفاشر الآن أصبح (أمنية) صعبة المنال و(منى) لا يتحقق.
لا دكان لا سوق لا خضار ولا دقيق ولا رز .
مدينة الأكرمين الكرام الفاشر الجريحة تبكي دم ولعل العيون ما عادت تحلب الدموع.
كيف عاد العيون ما بتبكي ما دام في الحزن غرقانة ؟
كلما أتابع أخبار الفاشر تقتلني الحسرة على مدينة كانت مثل (العروس الما مجبورة على العرس).
الفاشر كانت عالية الأخلاق وسمحة التفاصيل .
وأتذكر.
قبل سنوات كنا في زيارة مدينة الفاشر.
أنا والأخ الحبيب عبد الله محمد الحسن والأخ الفنان الجميل الطيب مدثر.
وكان الهلال العظيم قد سبقنا إلى فاشر السلطان في زيارة أحدثت حراك عظيم.
عندما هبطنا مطار الفاشر وقبل أن نخرج من المطار أدرنا أننا في مدينة يتنافس أهلها في الكرم والحب.
الناس في الفاشر يعيشون حياتهم الغالية بالحب والكرم.
هناك ما كان في زول بنوم جعان ولا في زول بغيب من أكل اللحمة يومين ورا بعض.
الفاشر الخير والكرم والخيرات والجلنكاوي.
الجلنكاوي عصير خطير بعرفوهو ناس الفاشر.
الفاشر (قدح الميرم) و(الدجاج المدفون في العصيدة) و(الملاح الحلال) وبنات العز وأولاد الرجال.
قضينا أسبوع في الفاشر وسط كرم وحفاوة مبالغ فيها فعلاً.
صدح الطيب مدثر داخل جامعة الفاشر بصوته الفاخر مغنياً :
أنت بتبيع المشاعر
والبصر دون البصائر
والأصل ما ببقى صورة.
جارت الأيام على الفاشر وحاصروها عديمي الإنسانية وهي الآن تبكي مخنوقة.
الفاشر العظيمة ح ترجع شامخة وكذلك نيالا الحبيبة والجنينة الغالية.
هذا الوطن لأولاد الحلال ولو كره المرتزقة.
#محمد_الطيب_الأمين
Share this content: