ويتواصل الفرح حتى التتويج

وشوشة الرياح
ويتواصل الفرح حتي التتويج
بقلم || أنور بنعوف
تأهل منتخب السودان إلى المربع الذهبي في بطولة الشان الإفريقية، ما أسعد ملايين العشاق لكرة القدم في وقت استثنائي، وفي ظروف كانت فيها البلاد بأمس الحاجة للفرح.
فالسودان، البلد المفعم بالجمال، يشهد لحظات عز وفخر في وقت كانت أزماته السياسية تهيمن على تفاصيل الحياة اليومية، لكن كرة القدم تبقى الأمل الذي يتجمع حوله الناس في المقاهي والطرقات، يتجاذبون الحديث عن هذه اللعبة التي هي عشق وهيام.
وفي مباراة تاريخية، استطاع صقور الجديان أن يتأهلوا على حساب الجزائر، تلك الدولة التي تملك خبرة كبيرة في فنون التكتيك والتمرس على أرض الملعب.
دخل الصقور المباراة بعدما حفظوا دروس المدرب كواسي أبياه، وكانت البداية هادئة كما هي عادة المدرب الداهية. فخلال الربع ساعة الأولى، تركوا الكرة للخصم وتفرغوا للشق الدفاعي ليس عجزًا بل استراتيجيَّة محكمة لفك طلاسم الخصم الذي دخل المباراة مندفعًا.
وكان الخط الدفاعي متماسكًا، ونسجت خطوط المنتخب السوداني كما ينسج العنكبوت شبكة من الصلابة، مع عمل متقن من الأجنحة التي كان لها دور رئيسي في نقل اللعب بين الأطراف.
أما خط الوسط فكان يقوده عبد الرؤوف، الذي كان له دور محوري مع بوغبا وصلاح عادل في إغلاق المساحات أمام مهاجمي الجزائر.
وقد نجح المنتخب السوداني في تحقيق هدف عكسي نتيجة للضغط المستمر والمُنظم الذي مارسه طوال الشوط الأول. ومع بداية الشوط الثاني، بدأ المدرب كواسي أبياه في تطبيق استراتيجياته، رغم أن المنتخب السوداني أضاع العديد من الفرص السانحة في هذا الشوط.
ووسط استبسال لاعبي الوسط والدفاع، جاء هدف التعادل في الدقائق الأخيرة من المباراة، وهو هدف مثير للجدل بسبب لمسة يد واضحة من المهاجم الجزائري، لكن المباراة استمرت إلى وقت إضافي.
وفي الأشواط الإضافية، كان هناك إرهاق واضح على لاعبي الفريقين نتيجة للحرارة والرطوبة المرتفعة، لكن كواسي أبياه أصر على أسلوبه في إرسال الكرات الطويلة للحفاظ على النتيجة.
في ركلات الترجيح، تألق حارس مرمى السودان، محمد النور أبوجا، وصد ركلتي جزاء، ليمنح المنتخب السوداني فرصة تاريخية للوصول إلى المربع الذهبي.
وفي المباراة المقبلة ضد مدغشقر، سيحتاج كواسي أبياه إلى الاعتماد على لاعبيه الرئيسيين مثل روفا وصلاح عادل، الذين اخرجهم الداهية لاراحتهم لمواصلة مشوار البطولة و توازن المنتخب .
لكن التحية تبقى لكافة أفراد الفريق الذين أبلوا بلاءً حسنًا في هذه البطولة، وللمدرب الداهية كواسي أبياه الذي رسم الخطط ونفذها بحرفية واكتسف خانت جديدة كما فعل مع جوباك بزحه في خانة الحناح التي مارس فيها ابداعه في الدفاع.
كل التمنيات بالتوفيق لمنتخبنا الوطني، حتى نراه يرفع كأس البطولة ويزين تاريخه بالذهب.
Share this content: