
*الهلال بين غياب الشفافية وصدمة الإقالة*
*وشوشة الرياح: الهلال بين غياب الشفافية وصدمة الإقالة*
في الأندية الجماهيرية، لا صوت يعلو فوق صوت الشفافية، فهي حجر الأساس لأي استقرار إداري أو فني، وغيابها يعني بوضوح الابتعاد عن القواعد الجماهيرية وفتح الباب واسعاً أمام القيل والقال والتأويلات، لا سيما في نادٍ مثل الهلال السوداني، الذي لا تحكمه جدران مجلس إدارة فحسب، بل قلوب الملايين من العشاق والمحبين.
وبينما كانت الأجواء مفعمة بالأمل، والكل يتأهب لانطلاقة موسم إفريقي جديد وسط إعداد إقليمي محسوب بعناية، وعقب فترة انتقالات شهدت زخماً وتفاؤلاً غير مسبوق، جاء الخبر كالصاعقة: *إقالة عبد المهيمن الأمين من منصبه في مجلس إدارة الهلال*! هذا القرار المفاجئ لم يكن حدثاً إدارياً عابراً، بل شكّل *صدعاً حقيقياً في جدار الثقة* بين الجماهير والمجلس، وألقى بظلاله الثقيلة على حالة التماسك التي ظل النادي يبنيها خلال الأشهر الماضية.
لا أحد ينكر أن لمجلس الهلال الحق الكامل في اتخاذ ما يراه مناسباً من قرارات، ولكن في نادٍ بحجم الهلال، *القرار دون توضيح يساوي الفوضى*، و*التوقيت الخاطئ يساوي الانقسام*.
فما الذي حدث؟ ولماذا الآن؟ وما المبررات؟
لماذا لا يكون للجماهير حق المعرفة وهي التي تقف في كل المباريات وتدفع من قوتها وتعيش التفاصيل بحلوها ومرّها؟
*عبد المهيمن الأمين* لم يكن مجرد إداري عابر. هو ابن الهلال البار، المتغلغل في وجدانه، من القيادات الشابة التي ارتبط بها الجمهور عاطفياً قبل أن يتعامل معها إداريًا.إقالته في هذا التوقيت الحرج، دون توضيح، تُفهم جماهيريًا كضربة في خاصرة الاستقرار، وكأننا نفتح باب الانقسام طواعية، في وقت نحتاج فيه إلى *الوئام لا الخصام، وإلى التماسك لا التصدع*.
ندرك تماماً أن الهلال لا يقف على فرد، ولكننا ندرك أيضاً أن بناء العشم في شخص ثم هدمه بصمت، يخلق جرحاً يصعب التئامه بسهولة.
إن ما يجمعنا هو الحلم الأزرق، وليس من المنطق أن نمارس إدارة “الرجل الواحد”، حتى وإن كنا نُجِل ونقدّر ما يقدمه *العليقي* من جهد ومال وسعي دؤوب، فهذا لا يمنع أن الشفافية يجب أن تكون حاضرة، والمؤسسية يجب أن تكون مرجعية، لأن الهلال أكبر من أي فرد، وأعمق من أي خلاف.
*رسالتنا لمجلس الهلال واضحة*: إن كنتم تثقون في جمهوركم، فصارحوه، وإن كنتم تؤمنون بالشفافية، فمارسوها. فالهلال ليس ملكاً لمكتب، ولا قراراً في غرفة مغلقة، بل هو كيان شعبي عملاق، يعيش في قلب كل هلالي.
*وشوشة الرياح* اليوم ليست همساً، بل نداء عالي الصوت:
“لا تقتلوا الحلم بصمتكم.. ولا تزرعوا الانقسام بسوء التوقيت!”
شارك الخبر على: