وشوشة الرياح

العليقي بين دروس الكاردينال وحلم الذهب الافريقي

وشوشة الرياح ✍️
العليقي بين دروس الكاردينال وحلم الذهب الافريقي

أنور ابنعوف

على مرّ تاريخ الهلال، تعاقب على قيادته رجال كُثُر، حمل كلٌّ منهم راية الحلم الأزرق، وسعى بما أوتي من جهدٍ ومالٍ وفكرٍ ليُسطّر اسمه في سجلّ هذا الصرح العظيم. ورغم اختلاف الأسماء، ظلّ الهدف واحدًا لا يتبدّل: أن يترصّع الهلال بالذهب الإفريقي للمرة الأولى في تاريخه.
واليوم، يأتي العليقي ضمن هذه السلسلة من الرؤساء بمساندة هشام السوباط الذين تشرفوا بشرف المنصب، فوجوده على رأس إدارة الهلال شرفٌ له ووسام على صدره، كتب به اسمه في سفر الكيان الأزرق. لكن التاريخ لا يكتفي بالأسماء، بل يحفظ فقط من قدّموا الفعل، ومن لامست أيديهم الحلم.
وفي الذاكرة القريبة، تظل تجربة الدكتور أشرف الكاردينال حاضرة بكل تفاصيلها. رجلٌ اجتهد كثيرًا، وتوزّع فكره بين البنية التحتية وفريق الكرة، فأنشأ الجوهرة الزرقاء على أنقاض المقبرة، وبنى فندقًا، وامتلك بصًا ومسرحًا، فكان ناجحًا في تشييد المعمار لكنه أخفق في بناء الفريق.
فقد كان الكاردينال سريع الملل، لا يعرف الصبر على مشروع كروي طويل، فشهدت فترته تغييراتٍ متكرّرة للمدربين، وتبدّلًا لا ينتهي في المحترفين، حتى صار الهلال في عهده يعيش حالة من اللا استقرار الفني، رغم الوفرة المالية والمظهر الباذخ.
أما العليقي، فقد اختار طريقًا مغايرًا.
ارتبط بفريق الكرة قلبًا وقالبًا، ووجّه جهده لبناء منظومةٍ متماسكةٍ تُعبّر عن الحلم الكبير. ثلاث سنوات من العمل المتواصل شهدت إشراقاتٍ رغم العثرات، وواصل الرجل تمسكه بالهدف، مؤمنًا بأن الاستقرار هو مفتاح النجاح.
استثمر في صفقاتٍ نوعية، جلب لاعبين أجانب مميزين، وأبقى على قوام الفريق المحلي، وصبر طويلًا على فلوران إبينيجي، ثم جاء اليوم بمدربٍ جديدٍ هو الروماني ريجيكامب، في محاولةٍ أخيرة لبلوغ المجد القاري في عامه الانتخابي الأخير.
السؤال الآن:
هل استفاد العليقي من دروس الكاردينال فاختار طريق الصبر والبناء؟
وهل ينجح في أن يجعل من هذا العام خاتمةً سعيدة لمسيرته الإدارية بتحقيق الحلم المؤجل؟
أم أن لعنة “الذين سبقوه” ستُعيد المشهد إلى المربع الأول، ليظل الهلال قريبًا من الحلم… دون أن يلمسه؟
وشوشة الرياح… والريح ما زالت تهمس:
هل آن للذهب أن يزدان بالأزرق؟

شارك الخبر على:

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى